السلطات المحلية أمام مسؤولية حماية مدينة الجسور المعلقة
تسببت التقلبات الجوية التي عرفتها قسنطينة ، مساء أمس، في شل حركة المرور في عديد المناطق وغلق الطرق الولائية. وأغرقت الفيضانات التي تسببت فيها السيول الجارفة عديد الأحياء بمدينة الجسور المعلقة، على غرار حي زواغي سليمان الذي وصل منسوب المياه فيه إلى حد خيالي لم تالفة الولاية الشرقية منذ مدة زمنية طويلة ولم تعشه حتى في موسم الأمطار.
بحسب مصادر «الشعب»، فان السيول المتدفقة أغرقت محلات بأكملها وجرف سيارات وشاحنات في صورة أعادت مشهد ما عرفته بعض الولايات الشرقية العام الماضي، وأدت إلى اعتماد برنامج وطني لحماية المدن من الفيضانات.ولا زالت صورة تبسة وبشار وغيرها ماثلة أمام الأعين.
حدث هذا بقسنطينة حيث أدى تهاطل الأمطار الطوفانية في ظرف قصير إلى إغراق تجمعات سكنية وعمرانية وسد المسارات والطرق المؤدية إلى عاصمة الشرق الجزائري ، حيث امتلأ جسر سيدي راشد وعديد الجسور عن آخرها ما تسبب في غلقها وشل حركة المرور عبرها وهو ما يؤثر سلبا على بنيتها بسبب المياه والسيول التي حولتها لمجرد مسابح أعاقت الحركة بصفة كلية معيدة السؤال القديم الجديد: اين مخطط حماية المدينة من الفيضانات؟ وكيف لا يعمل هذا المخطط بصفة جادة وفعالة ان وجد؟ والى اي مدى تبقى السلطات المحلية تتحرك فقط عند حدود الكوارث الطبيعية؟.
نقول هذا لان ما عرفته قسنطينة أمس من اضطرابات جوية وما صاحبها من أمطار غزيزة جديرة بإثارة هذه الإشكالية. ولم تكن الفيضانات التي سببتها الأمطار الطوفانية التي كثير ما تقع عند نهاية موسم الصيف وتمهد للخريف، مجرد حدث عابر. لكنها حملت مثل هذه التساؤلات والانشغالات التي تستدعي أخذها في الاعتبار قبل موسم الأمطار.
مع العلم تسببت أولى الأمطار ، المصحوبة برعود ،قبل حلول الخريف بأيام معدودات في غلق الطريق الوطني رقم 27 بسبب السيول التي جرفت معها بقايا الأشجار والأحجار ، هذا في ظل نقص أو عدم صلاحية البالوعات في عديد النقاط التي تأثرت جراء الفيضانات من بينها أيضا مصلحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي ابن باديس الذي داهمته سيول غزيرة أدت إلى ارتفاع منسوب المياه حيث عاش المرضى بسيكوزا جراء الوضع المناخي المتقلب.كما شهدت منطقة المنية فيضانات أغلقت بسببها الطريق الذي يربط بين قسنطينة ،عنابة، سكيكدة وغيرها ،مؤدية إلى انحراف سيارة وسقوطها بواد زياد ،من حسن الحظ، لم يخلف الحادث خسائر بشرية تذكر.