شهدت بعض بلديات ولاية تيزي وزو أزمة ماء غير مسبوقة، منذ حلول فصل الصيف،حيث اشتكى السكان من تذبذبات في التزود بالماء وانقطاع دوري، ساهم في معاناتهم ودفع بهم للقيام برحلات قصد جلب دلاء المياه من مصادر أخرى.
حدث هذا، بالرغم من جملة الإجراءات والتدابير والخرجات الميدانية للمسؤولين المحليين، لتقليص حجم الأزمة التي عصفت بهذه الولاية الغنية بالموارد المائية، لكن قدم شبكة قنوات التوزيع والربط غير القانوني أعاق حل المشكل نهائيا.
في هذا الصدد، أكد بعض ممثلي السكان لـ»الشعب» ان بلديات كثيرة تعاني أزمة ماء حقيقية على غرار أزفون وتقزيرت، وهذا بالرغم من تعزيز القطاع ببرنامج فعال لتطوير نظام توزيع هذه المادة الحيوية على مستوى مختلف المناطق، خاصة مع امتلاء سد تاقسبت، الذي تقدر سعته بـ 175مليون م3، وهو يزود أزيد من 300 قرية عبر 17بلدية بالماء الصالح للشرب، بالناحية الشرقية للولاية، إلاّ أن ذلك لم يُنه معضلة النقص الفادح للمياه، لاسيما خلال فصل الصيف بسبب قدم قنوات التوزيع والربط العشوائي.
في هذا الإطار، قال جمال من أزفون لنا: «إننا نعيش منذ بداية الصيف تذبذبا في التوزيع، بالرغم من امتلاء سد تاقسبت، وتطمينات المسؤولين على جميع المستويات أن الأزمة لن تكون خلال هذه الصائفة، بالنظر إلى كمية الأمطار الكبيرة التي سقطت خلال فصل الشتاء.
تساءل جمال، ماذا حدث كي يسجل كل هذا النقص في التزود بماء الشرب؟، مضيفا ان الازمة على مستوى المدن الكبيرة الساحلية كأزفون وتقزيرت، أفسدت على الكثير موسم اصطياف آمن مثلما جاء في البرنامج الوطني المعد، وجندت بشأنه مختلف المصالح سهرا على راحة المواطنين قبل الدخول الاجتماعي.
في نفس السياق، أكدت خديجة، من مدينة تيقزيرت لنا: «أثرت أزمة المياه على بلديتنا وحتى القرى القريبة من سد تاقسبت، على غرار قرية «إسياخن أومدور»، التي أصبحت المياه فيها سلعة نادرة بعدما كانت تمون على مدار 24ساعة، وهو ما دفع بالأهالي إلى الاحتجاج وإخطار الجهات المعنية بمحنتهم ومعاناتهم «.
بحسب مصدر مسؤول، فإن النقص المسجل في التموين بالمياه الصالحة للشرب مرجعه عدة أسباب، وعلى رأسها، أنابيب المياه المتضررة والتي تتواجد في حالة يرثى لها بسبب التسربات. وفقًا للمسؤولين المعنيين، توجد أيضًا أسباب أخرى مدرجة في القائمة السوداء بسبب الربط غير القانوني الذي يقوم به بعض المواطنين، وهو ما أثر على عملية تزويد السكان بهذه المادة الحيوية، فضلا عن العجز المالي الحاد الذي تعاني منه المديرية الوصية، لأن جزءًا كبيرًا من المشتركين لا يدفعون فواتيرهم، ما عرقل عملية التدخل لإصلاح الأنابيب التي أتلفت وضمان الصيانة الدورية لها».
..وسكان تيفرة ببجاية يغلقون مقر البلدية للشهر الثاني
يواصل سكان بلدية تيفرة بولاية بجاية، غلق مقر بلديتهم للشهر الثاني على التوالي، للمطالبة بالمشاريع التنموية التي تنهي معاناتهم مع البطالة والنقل والتزود بالغاز والسكن.
استنادا لمصادر مقربة من المحتجين لـ «الشعب»، فإن تنظيم حركتهم الاحتجاجية ،جاء كرد فعل من طرف المتذمرين، من مماطلة المنتخبين المحليين في الاستجابة للائحة المطالب المقدمة لهم منذ سنوات، والتي تهدف لتدارك العجز الذي تشكو منه هذه القرى.
في هذا الصدد، أشار المصدر نفسه، إلى بعض المطالب المتضمنة في العريضة المقدمة للمنتخبين المحليين، من بينها التموين بالمياه الصالحة للشرب، ربط السكنات بغاز المدينة، التهيئة، السكن، والنقل، وكلها نقائص أرّقت هؤلاء السكان الذين لم يجدوا إلا الوعود التي لم تر النور.
وعليه يأمل المحتجون من السلطات المحلية التدخل العاجل، ووضع حدّ لمعاناتهم التي طال أمدها، وبالتالي تجنب تعطيل مصالح المواطنين خاصة وأن الدخول الاجتماعي على الأبواب، علما أن العقلاء بادروا بحلول للأزمة القائمة، لكن دون جدوى.
في سياق متصل، طالب سكان أقبو بتحسين الخدمة الصحية بمستشفى المدينة، حيث قاموا بتنظيم حركة احتجاجية، مشدّدين على رحيل مدير المؤسسة الاستشفائية الحالي، كما أكدوا أن التنديد بهذا الوضع الصعب سيستمر إلى غاية تلبية جميع المطالب.»، على حد العريضة التي رفعوها.
من جهته، أشار مصدر مسؤول، إلى أن المستشفى يتوّفر على كافة الإمكانيات المادية والبشرية للتكفل بالمرضى، ولا يوجد أيّ مشاكل تذكر خاصة بعد تدعيمه بالطاقم الطبي الضروري، مع العلم، أن مستشفى أقبو، يستقبل المرضى الوافدين من 15بلدية، فضلا عن بلديات الولايات المجاورة كالبرج، البويرة، وتيزي وزو، وتستقبل مصلحة الاستعجالات وحدها شهريا أزيد من 8 آلاف مريض .