يبدو أن ولاية بجاية قد اعتادت على انتشار كبير للقمامة، وهي الظاهرة التي استاء لها العديد من السياح والزوار، حيث تلقي النفايات المختلفة على حواف الطرق والشواطئ، وحتى الأحياء السكنية دون أن تجد التكفل الفعّال لجمعها تفاديا للتلوث.
وكعينة يشهد الطريق إلى الساحل الغربي من بجاية حالة يرثى لها، فغياب عمليات التنظيف التي من المفروض أن يكون لها انعكاس إيجابي على المحيط جدّ ضئيلة، بالرغم من المجهودات التي تبذل من طرف الجهات الوصية والجمعيات، الذين ينظمون عمليات تنظيف واسعة للشواطئ، على غرار المبادرة الأخيرة التي أطلق عليها اسم «شواطئ نظيفة لبجاية 2019».
وفي نفس السياق، نقلت «الشعب» انطباعات بعض الزوار، حيث تقول السيدة خديجة من ولاية الجلفة، «يشهد هذا الشريط الساحلي وضعية كارثية للغاية، فبالإضافة إلى الوضع الكارثي للطريق الوطني رقم 24، الذي هو في حالة جدّ متردّية وأصبح من الصعب جدا المرور به، تضاف إليه أكوام القمامة بشتى الأنواع التي ترمى بطريقة عشوائية في كلّ مكان، ما أدى إلى تشويه المنظر الطبيعي الساحر لهذه المنطقة، وكذا تسرب روائح كريهة أحيانا قد تضرّ بصحة الوافدين. وعليه يجب تدارك الوضع من خلال اتخاذ إجراءات من طرف السلطات المعنية، لتوفير الراحة للسياح والزوار الذين يختارون هذه المناطق الساحلية لقضاء عطلهم».
ومن جهته، يقول السيد فواز من ورقلة، «معاينة مؤسفة بشأن هذا الوضع الكارثي للبيئة وسط المناظر الطبيعية الخلابة، بسبب أكوام القمامة والأكياس البلاستيكية والنفايات التي تملأ جنبات الطرقات، والتي أدت إلى انبعاث روائح جدّ كريهة، وهو ما ينذر بأن النظام البيئي في خطر بسبب التلوّث الواسع النطاق، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة تنجرّ عنها مشاكل تهدّد الصّحة العمومية، لذلك فإن الضرورة تقتضي الحدّ من تفاقم هذه المشكلة، كي لا تخرج عن السيطرة واتخاذها منعطفا ينذر بالخطر».
وللإشارة، فإن ولاية بجاية، بحسب العديد من السياح، تتميز بمناظرها الرائعة والخلابة ومناطق الجذب السياحي، والتي جعلت الكثير من السياح والزوار، يفضّلون قضاء عطلتهم بها للاستمتاع بشواطئها وجبالها المطلة على البحر، لكن المصطافين يصطدمون مع عدة نقائص بسبب انتشار القمامة التي تهدّد صحتهم، وقد تسبب أمراضا على غرار، التهاب الجلد والتعرض للجراثيم والفيروسات، فضلا عن تشويه المنظر، انبعاث الروائح الكريهة، التأثير على النظام الحيوي في المنطقة من خلال استجلاب الحيوانات الضالة، والحل يتمثل في ضرورة مضاعفة المجهودات من طرف مصالح النظافة، ونشر ثقافة التعامل مع النفايات من خلال الحملات التحسيسية.