إعادة فتح مصالح مهجورة بدون تهيئة داخلية وخارجية ببومرداس

أخطار تهدّد حديثي الولادة.. في غياب شروط النظافة

بومرداس..ز/ كمال

 وصلت درجة التهاون من قبل القائمين على المؤسسة الاستشفائية العمومية محمد بوداود بدلس إلى تعريض حياة الأطفال والمواليد الجدد وحتى الأمهات إلى الخطر بعد اللجوء إلى فتح مكاتب مهجورة كانت سابقا مصلحة للطب المتخصص بمدخل المؤسسة تنعدم فيها كل شروط النظافة والراحة للطاقم الطبي من أجل القيام برزنامة التلقيح بداعي تخفيف الضغط على العيادة متعدّدة الخدمات بالمدينة الجديدة وسط حالة غضب للمواطنين والعائلات التي هالها المنظر..
 رغم الشكاوي الكثيرة من المواطنين القاصدين مختلف المصالح الطبية بسبب تدني الخدمات وحالة الضغط الرهيبة التي يعرفها المستشفى، خاصة مصلحة الاستعجالات ومصلحة الأمومة وانعدام تجهيزات العمل أقلها جهاز الكشف بالأشعة المخصص فقط للحالات المستعجلة حتى لا نتحدث عن جهاز سكانير، وصعوبة إجراء التحاليل الطبية كاملة مما يدفع بأغلب المرضى لإجرائها بالمخابر الخاصة التي بدأت تتكاثر بغرض الربح السريع واستغلال الوضع الإنساني، إلا أنه لم نسجّل استجابة من قبل مديرية الصحة لتحسين الوضعية والتكفل بهذه الانشغالات اليومية للمواطنين وحتى العاملين فيه الذين يشتكون من الأوضاع المزرية حسب تصريحات عدد من الممرضين والأعوان شبه الطبيين في حديثهم لـ»الشعب».
لكن أن يصل الأمر إلى حدّ الاستخفاف بحياة الأمهات والأطفال حديثي الولادة فهذا ما لم يتقبله المواطنون الذين صادفتهم الشعب داخل هذا الرواق الضيق شبه المهجور المتكون من قاعتين صغيرتين واحدة مخصصة للفريق الطبي المكلف بعملية التلقيح والثانية مخصصة للجلوس، لكن أي جلوس حسب تعليقات الحضور «كراسي معدودة بقاعة الانتظار وأخرى محطمة مرمية بالمدخل وأمهات وآباء حاملين أبنائهم على أكتافهم في البهو الخارجي الذي غطت بساطه أوراق الأشجار المتناثرة في مشهد يظهر أن المكان مهجور فعلا مثلما وقفنا عليه في المكان، نظافة منعدمة ولا اثر لمنظفة أو أي احتياطات أخرى احترازية تحمي الأم والطفل من أخطار الأمراض، خاصة وأن المرحلة جدّ حساسة بسبب ارتفاع درجة الحرارة وإلزامية توفير الظروف الملائمة لحفظ اللقاحات..
الشعب وبداعي الفضول والاستفسار عن أسباب تخصيص هذا المكان غير الملائم تماما لتلقيح الأطفال لانعدام شروط النظافة والراحة للطاقم الطبي وخطر العدوى، كان رد إحدى الطبيبات بطريقة مستفزة بقولها «أن فتح هذه المصلحة هو امتياز لكم حتى لا تتنقلوا إلى العيادة الجديدة المتواجدة بالمدينة الجديدة»، بمعنى لا داعي للشكوى وانتقاد وضعية المكان الذي لا يعطي انطباعا انه فعلا مصلحة طبية جد حساسة».
يذكر في الأخير، أن إدارة المستشفى وبهدف تخفيف الضغط الكبير على بعض المصالح وضيق المؤسسة، تمّ تحويل عدة تخصصات طبية إلى العيادة المتعدّدة الخدمات التي وضعت حيز الخدمة مؤخرا بالمدينة الجديدة بعد حوالي 10 سنوات من التأخر بما فيها مصلحة الأمومة والطفولة المخصّصة للتلقيح، وهي الفترة التي تزامنت مع البرنامج الوطني الذي أعدته وزارة الصحة الخاص بالتلقيح ضد الحصبة، حيث تحوّلت هذه المصلحة إلى ما يشبه السوق بسبب استقبالها لأعداد كبيرة من الأطفال والتلاميذ حتى من القرى والبلديات المجاورة، مما اضطر القائمين عليه إلى إعادة فتح مكتب التلقيح بالمستشفى تحت ضغط المواطنين لكن بطريقة ارتجالية ودون الأخذ بالحسبان العواقب المحتملة الناجمة عن انعدام التهيئة وشروط النظافة المطلوبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024