إختفاء المشمش بباتنة يعوّض بالزيتون

أخطاء تقنية ترهن أقطاب المنتوج بالمناطق الجنوبية والغربية

باتنة: حمزة لموشي

تشهد عديد الشّعب الفلاحية بعاصمة الاوراس باتنة تراجعا، خاصة تلك التي كانت فيها الولاية تتصدّر الترتيب الوطني في الإنتاج، على غرار المشمش، العسل، الحليب، البيض وكذا اللحوم الحمراء، رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها الفلاحون والدعم المختلف الذي تقدمه الدولة لتطوير إنتاج هذه الشعب الفلاحية الهامة، التي حققت بفضلها الولاية اكتفاء ذاتيا محليا ووطنيا لعدة سنوات.
تكشف بعض الإحصائيات التي تقدمها مصالح مديرية الفلاحة لولاية باتنة، وعقب انتهاء إنتاج كل شعبة فلاحية بعض التراجع في إنتاجها، على غرار العسل وكذا المشمش الذي تعتبر باتنة ببلدياتها الجنوبية والغربية مركزا وطنيا له، كمناطق نقاوس، رأس العون، أولاد سي سليمان سفيان وغيرها، حيث أشار بعض الفلاحين وكذا مسؤولي مديرية الفلاحة إلى التراجع «المعتبر»  هذه السنة 2019 في إنتاجه، مقارنة بالموسم الفلاحي الماضي.
وعن أسباب هذا التراجع، أوضح الفلاحون أن هناك عدة عوامل مشتركة تجمعت لتجبر الفلاحين على تغير نمطهم الفلاحي، خاصة مشكلة الجفاف التي تعاني منها المنطقة رغم الأغلفة المالية الضخمة التي رصتها الدولة بإنجاز محيطات فلاحية كبرى، ومنح تراخيص حفر الآبار للجمعيات الفلاحية بهدف تطوير نشاطهم الفلاحي وترقيته، غير أن هذا الدعم حسب الفلاحين لم تستفد منه مناطق نقاوس وسفيان ورأس العيون وأولاد سي سليمان التي تشكّل مجتمعة لوحدها قطبا فلاحيا وطنيا في إنتاج فاكهة المشمش.
كما أوضحت مصادر من مديرية الفلاحة إلى أن عدم إتباع الفلاحين للتقنيات الحديثة في إنتاج المشمش وإتباعهم لمسار التقني اللازم للإنتاج حال دون تسجيل ارتفاع في جني هذه الفاكهة، إضافة إلى توجه عديد الفلاحين لتعويض غرس أشجار المشمش بالزيتون خاصة على مستوى المحيطات السالفة الذكر المعروفة بإنتاج المشمش، نظرا لكون أشجار الزيتون لا تستهلك كميات كبيرة من المياه خلال عملية السقي، وبالتالي فهي تصلح لتأقلم مع قلة المياه ومواجهة ظاهرة الجفاف التي تضرب المنطقة.
وأوضح الفلاحون أن غرس الزيتون أخذ حيزا كبيرا من اهتمامهم، حيث بدأ يتوسّع تدريجيا ويحتل مكانة هامة في عدد الشعب الفلاحية التي أصبحت تحظى باهتمام الفلاحين بالولاية، وذلك نظرا لتأقلمه مع طبيعة المنطقة وعدم حاجته الكبيرة للمياه مقارنة بالمشمش، إضافة إلى سهولة جنيه وتسويقه من وحتى تحويله كزيت أو حفظه كزيتون قابل للاستهلاك في أي وقت، عكس المشمش يواجه صعوبة كبيرة في تسويقه ويتعرض للتلف والكساد كل عام بسبب ارتفاع درجة الحرارة من جهة وغياب وحدات الحفظ و مصانع التحويل.
هذا التراجع في الإنتاج تسبّب في تدحرج ترتيب الولاية وطنيا في هذه الشعبة بعدما كانت تتصدر ولايات الوطن، حيث تحصي مصالح الفلاحة بولاية باتنة 4369 هكتارا مساحة إجمالية لأشجار المشمش، منها 4229 مساحة منتجة ، يتوقع إنتاج حوالي 259 ألف قنطار بمعدل 70 قنطارا في الهكتار، في انتظار انتهاء مرحلة جني المشمش وهي مرحلة فصل الصيف، وبلغ الإنتاج خلال الموسم الماضي حسب مصالح الفلاحة، حوالي 500 ألف قنطار.
بدورهم مربّو النحل بباتنة، سجّلوا تراجعا ملحوظا في إنتاج العسل لهذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، حيث أرجعوا السبب الرئيس إلى التذبذب في سقوط الأمطار وتقلبات المناخ الذي ميز فصلي الخريف والشتاء، والذي خلق ندرة في المواد الأولية التي يتغذى عليها النحل كالأعشاب والأشجار، حسبما أفاد به بعض المربين.
وقد أبدى نحالو عاصمة الأوراس، على غرار بني فضالة وأولاد عوف وتازولت ووادي الطاقة ووادي الماء، تخوفهم من تأثير هذا التراجع في إنتاج العسل بفعل موجة حرائق الغابات التي أثرت بشكل كبير أيضا على هذه الشعبة، حيث تحصي باتنة سنويا حريق وإتلاف مئات الهكتارات من الغابات بفعل الحرائق التي تتلف صناديق إنتاج العسل وموت النحل، بالإضافة إلى ظاهرة سرقة صناديق العسل ونقص اليد العاملة، ونقص الأدوية.
كما طرح مربو العسل مشكلة تسويق المنتج، واقتصارها على المعارض القليلة التي يتم تنظمها بين الحين والآخر، متسائلين عن سبب غياب ونقص فرص الاستثمار الخاص في إنتاج هذه المادة من قبل رجال الأعمال والمستثمرين.
وكانت الولاية قد حقّقت إنتاجا هاما خلال السنة الماضية فاق الـ3218 قنطارا سنويا، بمردود متوسط يقدر بـ 5 كلغ لكل خلية، من أصل العدد الإجمالي لخلايا النحل الموجودة الذي بلغ 73103 وحدات، منها 2480 خلية معتمدة.
وتحتل باتنة المرتبة الخامسة وطنيا من حيث الإنتاج الفلاحي، وبقدرة إنتاج سنوية تتجاوز 3218 قنطارا من العسل، حيث تم إحصاء 830 مربيا للنحل عبر51 بلدية، استفادوا مؤخرا،  من خلايا وعتاد تربية النحل بمبلغ إجمالي بقيمة 78.8 مليون دج، تقدر كمرحلة أولى بـ 10 خلايا، بالإضافة إلى تجهيزات وعتاد خاص لمزاولة هذا النشاط الفلاحي الهام، واستفادة النحالين من دورة تكوينية عبر 6 مراكز للتكوين والتعليم المهنيين، توّجت بشهادة في التخصص تساعد لاحقا مربي النحل على الاستفادة من مختلف صيغ الدعم الخاصة بهذه الشعبة.
كما استفاد المربون من توقيع عدة اتفاقيات تخصّ التكوين والمرافقة لمربي النحل، شملت 206 فلاحا، وكذا دعم أزيد من 1836 مربي بغلاف مالي تجاوز 12.5 مليار سنتيم، قصد تطوير الشعبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024