نــــوعـيــة رفــيــعـة لمـــنـتـــوج الجـــــنـــوب
لم تخل الطّاولات بأسواقنا من تلك الكميات الهائلة والمتنوّعة من الفواكه بوفرة قياسية، وبأسعار معقولة وفي متناول الجميع نظرا للفرصة المتاحة أمام المستهلكين في اقتناء ما يريدون ممّا هو معروض عليهم من جودة راقية.
غابت عنّا خلال السّنوات الماضية بسبب ممارسات المضاربين والمحتكرين، الذين يخزّنون المنتوج ولا يخرجونه إلاّ عندما يحدثون النّدرة، وهذه قاعدة «ذهبية» عند هؤلاء يتعاملون بها وفق أمزجتهم ممّا يفسد على النّاس رغبتهم في التوجه للشّراء.
ولابد أن ننبّه خلال هذا العام للتّحوّل الكبير في شعبة الفواكه بالجزائر، من خلال ما هو موجود عند بائعي هذه المواد بالجملة أو بالتّفصيل، أي في الفضاءات التّجارية المخصّصة لاستقبال هذا المنتوج عبر كامل التّراب الوطني.
وعلينا أن نأخذ عيّنة سنة ٢٠١٩ على محمل الجد قصد اعتبارها نموذجا حيّا في إنتاج الفواكه لتعمّم على باقي المواسم الفلاحية القادمة، من ناحية عامل التّنظيم ونعني بذلك الجني والتّسويق والتّخزين لضمان تموين السّوق بكل ما يتطلّبه في حينه، وهكذا فإنّ الخضارين يفتخرون بالبطيخ، الدلاع، الكانتالو وبوشبيكة القادم من حقول الجنوب يشدّدون على ذوقه الرّفيع، وقد دخل إلى أسواق الشّمال باكرا، وزن الواحدة يتجاوز الحد المعروف.
وبإطلالة على الأسواق والمحلات، نكتشف حقّا الخيرات الوفيرة للفواكه من تفاح محلي، نكتارين، العينة، البرقوق، الباكور، العنب، الخوخ، الفراولة، الكرز، وغير ذلك تقدّم للمستهلك خيارات لامتناهية في اقتناء ما يريد وفق امكانياته، وممّا ساهم في مساعدة المواطن تلك الشّاحنات الصغيرة للشباب، الذين يبيعون هذا المنتوج الحيوي بأسعار مقبولة.
لذلك، فإنّ وزارة الفلاحة والتّنمية الرّيفية مدعوة إن آجلا أو عاجلا إلى تقييم منتوج هذه السنة، انطلاقا من كونه مصنّفا في خانة «النّاجح» بامتياز، ويختار على أساس المقاييس المتعارف عليها في هذا الشّأن، منها التّوفيق بين معادلة الكمية، النّوعية والسّعر، وهذا التّحدي المطلوب رفعه في كل مرة من قبل المراجع الفلاحية.