يرتقب بأن تشارك مختلف بلديات ولاية تيبازة نهار اليوم في أكبر حملة تنظيف محلية أقرّتها السلطات الولائية، تزامنا مع بداية موسم الاصطياف الذي يشهد توافدا لافتا للزوار والمصطافين من مختلف ولايات الوطن.
لغرض إنجاح هذه العملية الفريدة من نوعها، عقد والي الولاية محمد بوشمة لقاءً مطوّلا مع ممثلي الجمعيات الولائية الّنشطة لدعوتهم للمساهمة الفعّالة في الحملة من جهة، ومباشرة حملة تحسيسية واسعة في أوساط المواطنين تعنى بأهمية الحفاظ على نظافة المحيط من جهة أخرى، كما عقد والي الولاية لقاءً مكملا مع رؤساء الدوائر ورؤساء البلديات لغرض وضع اللمسات الأخيرة على العملية من حيث تحضير مختلف الامكانات البشرية والمادية واللوجستيكية الضرورية لإنجاحها، بحيث تمّت الاشارة إلى ضرورة القضاء على النّقاط السّوداء كأولوية لابد منها، إلا أنّ الذي يخشاه القائمون على العملية عودة النفايات والأوساخ لتلطيخ المحيط على غرار سابق عهدها ما لم تتكفل البلديات بمعية المجتمع المدني بملف متابعة عملية التنظيف بجدية وصرامة مستقبلا.
وفي السياق ذاته، أعرب العديد من ممثلي المجتمع المدني المدعوين من طرف السلطات الولائية للتحضير الجدي لهذه العملية الواعدة عن استعدادهم للانخراط بكل عفوية بالبرنامج الولائي باعتباره يعنى بقضية المحيط، إلا أنّ ذلك لم يمنع بعض الجمعيات من تقديم طلباتها المتعلقة بالدعم المالي، وإسناد مقرات فرعية للممارسة في إطار دعم الحركة الجمعوية وإعادة بعث نشاط المجتمع المدني، ليأتي ردّ والي الولاية سريعا وعلى المباشر أيضا، مشيرا إلى كون 54 جمعية ولائية من بين 197 جمعية مسجّلة تعمل حاليا خارج القانون على غرار 1004 جمعية بلدية لم تقدم على تسوية وضعيتها القانونية، وذلك من بين 1618 جمعية بلدية محصاة بالولاية.ولا يعقل بأن تتفاعل السلطات مع تطلعات الجمعيات النشطة خارج القانون الساري المفعول، ليبقى بذلك القسط الأكبر من فعاليات المجتمع المدني غير آبه بالمبادرات الايجابية والواعدة التي تعنى بتنظيف المحيط.
وعلى أرض الواقع، قدّم والي الولاية تعليمات صارمة لرؤساء الدوائر ورؤساء البلديات تعنى بضرورة التنسيق مع فعاليات المجتمع المدني لإزالة مختلف النّقاط السّوداء المحصاة محليا مع تجنيد أكبر عدد ممكن من العمال والآليات الضرورية لتصريف النفايات، على أن تلتزم مختلف الفعاليات المشاركة بمباشرة حملة توعوية واسعة مستقبلا تعنى بضرورة الحفاظ على نظافة المحيط، وحفظ ماء وجه الولاية لاستقبال الزوار والمصطافين من مختلف ولايات الوطن على مدار موسم الاصطياف، مع الاشارة إلى أنّ المؤسسة الولائية للانارة العمومية والمساحات الخضراء كانت قد باشرت منذ فترة طويلية عدّة عمليات تنظيف على مستوى الشواطئ والأحياء لدعم جهود البلديات المعنية، حالها حال المديريات الولائية التقنية التي ساهمت هي الأخرى في عدّة حملات تنظيف محلية برعاية المفتشية العامة للولاية.
