خط دلس ــ بومرداس مأساة إنسانية

المواطنون يتساءلون أين مديرية النقل؟

بومرداس..ز/ كمال

 مظاهر مؤسفة ومشاهد غريبة يعيشها المسافرون المتوجهون نحو بلديات رأس جنات، سيدي داود، دلس واعفير عبر خط الطريق الوطني رقم 24، بعد لجوء المواطنين إلى الاستعانة بالشرطة لتوقيف المركبات للسماح لهم بالصعود وسط الطريق وغير بعيد على مقر والي الولاية ومديرية النقل التي تتفرج على كرامة النساء والأطفال وكبار السن التي تهدر يوميا يعود بنا إلى عقود خلت، خاصة وان الموعد يصادف موسم الاصطياف ولا إجراءات عملية لدعم القطاع وايجاد حلول لهذه الأزمة..
 
لم تعد لنا الرغبة للكتابة مجددا، عن هذا القطاع الذي لا يشبه باقي القطاعات من حيث التهاون والصمت المطبق من قبل السلطات الولائية ومديرية النقل العاجزة عن إيجاد حلول عملية سريعة تجاه ما يحدث من تجاوزات في الخطوط الداخلية التي تربط ما بين البلديات وعاصمة الولاية، لكن مشاهد المعاناة اليومية ومظاهر الهرولة للمسافرين من عمال وطلبة من نقطة توقف إلى أخرى للفوز بمقعد بإحدى الحافلات الصغيرة خاصة في الفترة المسائية بعدما هجروا تماما المحطة النهائية التي لم تعد تصلها الحافلة التي يتم تحويلها من وسط الطريق، دفعنا للكتابة مجددا وعرض هذه الوضعية التي لم تعد تحتمل حسب تصريحات المواطنين الذين أنهكهم تعب الانتظار تحت أشعة الشمس.
مواطنون آخرون وفضوليون صدموا وهم يتجولون وسط مدينة بومرداس، لما يحدث لهؤلاء البسطاء من معاناة وهدر للكرامة بسبب حالة الاندفاع والهجوم على كل مركبة تمر بالشارع الرئيسي، رغبة منهم فقط بالعودة إلى بيوتهم بعد يوم طويل ومتعب، لكن لا أثر لمدير النقل المتفرج من مكتبه المكيف على ما يحدث وراء أذنيه من مظاهر مؤلمة حقا، خاصة للطالبات اللواتي يجرن حقائبهن من مكان إلى آخر وسط حيرة وتساؤلات قد تقرؤها في أعينهن، عن من يقف وراء هذا القطاع، وهل حكم على سكان المنطقة الشرقية بالتهميش والإقصاء المؤبدين، فلا حافلات نقل، ولا خط للسكة الحديدية الذي بقي مجرد مشروع ورقي، ولا حتى وسيلة نقل بالطاكسي الجماعي على غرار باقي الولايات، وأين هو مبدأ تكافؤ الفرص ومبدأ العدالة الاجتماعية التي يتغنى بها المسؤولون؟.
الشعب كانت حاضرة يومي الأربعاء والخميس مساء وسط كل هذه المشاهد التي تتكرر صباحا ومساء، خاصة مع بداية الأسبوع ونهايته وموعد السوق الأسبوعي بعاصمة الولاية، وقد دفعت حالة المعاناة بعناصر الشرطة المتواجدة بمفترق الطرق لمدخل الولاية إلى التدخل لدواعي إنسانية وعطفا على هؤلاء الغلابى لتوقيف الحافلات القادمة في الاتجاه المعاكس من اجل السماح للمواطنين بالصعود في مواقف تختلط فيها ظاهرة الصواعد بالنوازل وحالة كبيرة من التكدس والعراك للفوز بمقعد وبعض الشباب يتسلل من النوافذ، حيث يضطر صاحب المركبة للعودة مجددا والدوران في محطة وسط المدينة قبالة مركز البريد دون إكمال مساره إلى محطة نهاية السفر بواد طاطاريق، تاركا عشرات المسافرين ينتظرون ومتشدقون لظهور مركبة أصبح شعارها “دلس، جنات بومرداس” علامة فشل مسجلة باسم مديرية النقل، في وقت تتكدس فيه عشرات الحافلات التابعة لمؤسسة النقل الحضري أمام محطة القطار على أمل قدوم مسافر باتجاه بلدية تيجلابين أو بودواو.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024