نجح مركز الفروسية لولاية سيدي بلعباس في القيام بتجربة تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني بعد منحه الفرصة لأطفال من مرضى التوحّد في ممارسة رياضة ركوب الخيل، لما لها من أهمية في علاج هذا النوع من الأمراض، نقلا عن تجارب قام بها مختصون خارج الوطن.
فتحت جمعية بني عامر الناشطة على مستوى المركز الأبواب لحوالي 80 طفلا ممن يعانون من طيف التوحّد لأجل التدرب مجانا بمرافقة طبيبة نفسانية، حيث أثبتت الدروس نجاعتها بعد أن تجاوب عدد من الأطفال مع طريقة العلاج المستحدثة ونجحوا في النطق وتجاوز بعض الصعوبات في الكلام، وهو ما أكدته إحدى الأمهات التي قالت إن ابنها قبل ممارسته للفروسية، كان يعاني من صعوبات حتى في النظر إلى محدثيه، لكن وبعد تردّده على حصص التدريب بدأ وضعه يتحسّن بشكل كبير، وزادت ثقته بنفسه وأصبح يتفاعل مع المحيط بشكل قريب إلى الإنسجام، هذا وناشد القائمون على الجمعية الجهات الوصية من أجل دعم مبادرتهم وتوفير الإمكانيات لهم لمواصلة العمل وتطوير التجربة وتحويلها إلى طريقة علاج حقيقية لمساعدة مرضى التوحّد على غرار ما هو معمول به في الدول المتقدمة.
وللسماح لمحبي هذا النوع من الرياضات في ممارسة هواياتهم بادر مركز الفروسية بإعادة بعث نشاط مدرسة التدريب على الفروسية لفائدة مواطني الولاية من مختلف الفئات العمرية الراغبين في تعلم هذه الرياضة النبيلة بعد توقف دام 25 سنة بسبب جملة من العراقيل أهمها المشاكل المالية، والتي لم تمنع المركز من تحقيق عدد من الإنجازات كان آخرها الحصول على المرتبة الثانية في الجائزة الكبرى مسابقة القفز على الحواجز في صنفي أشبال وأواسط التي احتضنها ميدان الفروسية بوهران .
يذكر أن مركز الفروسية لولاية سيدي بلعباس الذي أنشئ سنوات التسعينات والذي تسيّره جمعية بني عامر يعدّ مرفقا رياضيا وترفيهيا هاما يحتاج للكثير من الإهتمام والعناية بالنظر إلى حالة الإهمال التي يعاني منها، حيث تراجع عدد الفرسان به إلى 30 فارسا فقط كما تراجع عدد الأحصنة أيضا إلى 18 حصان، أربعة منها تستغل في المنافسات بعد أن كان العدد 42 حصانا سنة 2014، وهو المشكل الذي ترتب عن الأزمة المالية التي يعيشها المركز بسبب ضآلة الإعانة المالية التي يتلقاها من البلدية والتي لا تغطي كافة المصاريف من أغذية ورعاية صحية. وحيال الوضع يناشد المنخرطون في المركز بضرورة الإلتفاتة إلى هذا المرفق الترفيهي والرياضي والذي يمتد على مساحة شاسعة ويضمّ ميدانا للفروسية مطابق للمعايير الدولية ومدرج مغطى و70 اسطبلا فرديا لإيواء الأحصنة ومستودعا مغطى لإجراء التمارين، بالإضافة إلى فضاء على مساحة 1 هكتار يمكن استغلاله لإنشاء اسطبلات فردية جديدة لاستقبال الأحصنة أثناء إقامة المسابقات الوطنية والدولية، هذا ويضمّ المركز أيضا مطبخ مجهز وقاعة يمكن استغلالها لإقامة مطعم ومقهى يوفّر متطلبات الزوار من جهة ويساهم في تحقيق أرباح للجمعية من جهة أخرى.