ناشدت جمعية حي بومليك بسيدي بلعباس السلطات المحلية للتدخل من أجل إنقاذ وترميم مدرسة جون جاك روسو التي لا تزال صامدة رغم الإهمال والتهميش الذي طالها حيث تعد معلما تربويا وتاريخيا درست به العديد من الشخصيات المحلية لتصبح اليوم هيكلا من دون روح بعد تصدّع جدرانها وأسقفها ما دفع بالجمعية المذكورة المطالبة بتحويلها إلى متحف بعد إعادة ترميمها وإصلاح ما يمكن إصلاحه، خاصة وأن هيكلها يمتاز بهندسة معمارية فريدة ويتواجد في موقع هام وهي معايير تسمح بتحويل المدرسة إلى متحف يضم كل ما يتعلّق بتاريخ مدينة سيدي بلعباس.
في سياق ذي صلة طالب عدد من ممثلي المجتمع المدني بالحفاظ على الجزء المتبقي من مدرسة ابن سينا الذي تعد هي الأخرى أقدم مدرسة بالمدينة بعد رواج معلومات تفيد بهدم الجزء المتبقي منها وتحويلها إلى سوق بالنظر إلى موقها المحاذي لأربعة أسواق بحي القرابة، كما أنها تعرضت إلى عملية هدم جزئي بسبب تصنيفها في خانة المباني المهدّدة بالإنهيار.
هذا وتضمّ ولاية سيدي بلعباس عديد المعالم التاريخية والثقافية المهملة التي تستدعي تدخل الجهات المسؤولة من أجل استرجاعها وإعادة تأهيلها
واستغلالها كمرافق تعود بالنفع العام من ذلك، سينما الفرساي التي تعد أهم قاعات السينما بالولاية والتي لا تزال مقفلة ومهملة ما تسبب في تدهورها بشكل كبير، الأمر الذي دفع بممثلي المجتمع المدني إلى المطالبة وفي أكثر من مناسبة بالإلتفات إلى هذا المعلم الثقافي، وهو المطلب الذي أخذته السلطات المحلية بعين الإعتبار، حيث خصّصت مديرية الثقافة غلافا ماليا قدره 4 ملايير سنتيم لإعادة تهيئة القاعة، حيث ستشمل الأشغال إعادة تقوية الأسس والكتامة، فضلا عن التهيئة الخارجية والداخلية.
وفي ذات السياق، تحضر مصالح بلدية سيدي بلعباس لإطلاق دراسة تقنية لإعادة تهيئة مسرح الهواء الطلق صايم لخضر بعد أن تمّ تسجيل العملية ضمن ميزانية البلدية للشروع في الأشغال قريبا وهو المعلم الذي يعتبر إرثا ماديا ثقافيا للسكان كان له دور كبير في إحياء ودعم النشاط الثقافي أين احتضن وعلى مدار 11 سنة طبعات المهرجان الدولي للرقص الشعبي، فضلا عن مهرجانات أخرى محلية ومسابقات دينية تقام خلال شهر رمضان، كما يقصده الأطفال كل صائفة للسباحة في المسبح المتواجد على مستواه.
هذا وبرمجت ذات المصالح عملية ترميم أخرى ستمس مجسّم القبة السماوية الذي تحوّل مؤخرا إلى مرفق مهمل ومهجور على الرغم من كونه معلم تاريخي وسياحي مميز للولاية، حيث احتضن وعلى مدار العشرين سنة الماضية شباب الولاية ممن كانوا ينشطون في نوادي علمية مختلفة قبل أن يتم تحويله إلى مركز للتوجيه السياحي ويغلق نهائيا بعدها، وقد أكدت ذات الصالح أن المرفق سيخصص للنشاط الثقافي، العلمي والترفيهي كسابق عهده.