تصنّف الطّاقات المتجدّدة ضمن خانة المصادر المستقبلية الحيوية، لذلك تعتمد كطاقة بديلة عن النفط، وقد شرعت عدة دول في اتباع طريقة الاستفادة من الطاقة الطبيعية كالشمس والرياح والمياه لما لها من مزايا أيكولوجية، لا تكلف أموالا طائلة، والجزائر ومنذ سنوات دخلت المجال بإجراء بحوث وتجارب للاستفادة من الطاقة المتجددة.
جامعة ابن خلدون بتيارت نظّمت يوما دراسيا حول الطاقات المتجددة، دعت اليه مختصين في الميدان من عدة جامعات وتناولوا المجال من عدة جوانب وأثروا الموضوع بتدخلات هادفة ومناقشات قيمة.
الدكتور شلالي أستاذ باحث من جامعة الجلفة، أثار من خلال محاضرته دور الطالب الباحث في اثراء موضوع الطاقة المتجددة من خلال إحصاء جميع البحوث التي قدمت منذ الاستقلال، حتى يتخصص في محور واحد لأن التّشعّب يثير قضية العموميات ونحن كما قال الاستاذ نريد الاستفادة من البحوث من خلال التخصص، وقد ذكر أنّه تمّ تقديم أكثر من 150 بحث عليم ورسائل دكتوراه وماجستير في تخصص الطاقة الشمسية لوحدها منها بجامعات تيارت، الجزائر وتلمسان، كما أضاف الدكتور شلالي أن بداية البحث في الطاقة الشمسية بالجزائر كان في سنة 1987 أثناء إنشاء مركز البحث والطاقات الشمسية، مضيفا أن الطاقة الشمسية سبقت طاقة البترول.
أما الدكتور بلفضل الشيخ المتخصص في المجال ورئيس جامعة تيارت، فكان تدخله ثريا فيما يخص دور الطاقات المتجددة في التنمية، حيث أكد على ضرورة الاهتمام بملف الطاقات المتجددة لما له من فائدة ومردود ايجابي على التنمية والاقتصاد، وهو البديل المستقبلي للطاقات التقليدية كالغاز والبترول، وكون الطاقات الجديدة صديقة البيئة حيث لا تؤثر سلبا سواء على الانساء او على الفضاء اجمالا، وقد طرحنا اشكالية اثارها الطلبة المتخصصون في مجال الطاقة حول قلة فضاءات الجانب التطبيقي فأقرّ الدكتور بلفضل بهذا الخلل، غير أنه أكد على توفير الفضاءات والدليل وجود مدير مؤسسة صناعة البطاريات بالملتقى، وهي الرائدة بالسوقر كونها الوحدة بالغرب الجزائري وتوفر المنتوج للعديد من الولايات.
أما عن العنصر البشري المتمثل في الاساتذة المؤطرين، قال رئيس جامعة ابن خلدون إن الاساتذة الموجودين من خيرة الاساتذة وقد تم تكوينهم حتى خارج الوطن، ولجامعة تيارت اتفاقيات مع إسبانيا وفرنسا وألمانيا الرائدة في المجال، حيث نال العديد من الطلبة شهادة الدكتوراه من هذه الدول، الطلبة بدورهم ثمّنوا مثل هذه الملتقيات، حيث طالب كل من بن احمد عبد الاله سليمان سهام بتوفير مؤسسات للتطبيق، وقد أثمر الملتقى بعدة توصيات منها إبرام اتفاقيات مع مؤسسات عمومية، وجعل هذا الملتقى بأن يرتقي الى دولي بدل وطني.