عاد بائعو الأرصفة بقوة إلى الفضاءات التجارية التي كانوا يحتلون فيها المربعات العمومية في الطرق والممرات بكميات من البضائع المنوّعة سواء منها المواد الغذائية، العجائن، الأواني المنزلية ولواحقها، الألبسة، الأقمشة، لوازم الهاتف النقّال، وحتى الفواكه والخضر والسوائل.
وتسجل هذه العودة غير المسبوقة من حيث العدد بعد غياب لأشهر معدودة، تمّ خلالها طرد كل أولئك الذين يمارسون التجارة الفوضوية في مواقع معروفة ساحة الشهداء، باب عزون، العربي بن مهيدي، ميسوني، بلوزداد، أول ماي، حسيبة بن بوعلي، وغيرها.. ففي ظرف قياسي أعيدت هذه الشوارع إلى أهلها أي روادها، ولتأمين هذه الأماكن بشكل محكم أتخذت إجراءات صارمة ضد كل من يتجرأ على وضع «طاولة» أمام الملأ.. ولابد من الإشارة هنا إلى أن النتيجة كانت مرضية جدا عقب إزالة كل تلك المظاهر غير الحضارية وتغيير الديكور رأسا على عقب سمح للعائلات المارة، والسكان من تنفس الصعداء كون جل من يتواجد هناك قدم من ضواحي العاصمة، حاملا معه أغراضه الخفيفة.. أما الثقيلة فيودعها عند أحد المحلات القريبة وكل صباح يسحبها دون عناء يذكر، ليعرضها على الناس.
اليوم، عدنا إلى نقطة الصفر وما تمّ إنجازه انهار فجأة ودون سابق إنذار، المطرودون، والملاحقون خلال الآونة الأخيرة ظهروا من جديد في النقاط السالفة الذكر، محدثين فوضى عارمة بأصواتهم، مناوشاتهم وملاسناتهم أمام عمارات السكان هكذا هي اليوم عاصمة البلاد «البهجة» أو «الجزائر البيضاء».. في كل زاوية طاولات بيع موازية أغلقت مداخل ومخارج الأحياء.. فإلى متى هذه الممارسات غير الشرعية، المنتشرة بشكل مذهل في الوقت الذي يتحدّث فيه البعض عن إعادة تنظيم قطاع التجارة!؟