أرجع المختصون انتشار الحبوب والأقراص المهلوسة بالشكل الذي صار يهدّد بآفات وجرائم إجتماعية تنخر فئة واسعة من الشباب الذي أودى به الإدمان والبحث عنها بكل الطرق إلى عواقب وخيمة ينبغى على كل الجهات المعنية والجمعيات والأولياء التحرّك العاجل لوقف ذيوع الظاهرة الخطيرة وانعكاساتها على المجتمع، خاصة الفئات العمرية من الشبان الذين أصبحوا ضحايا هذه الأمراض.
الحقائق المرعبة والأحداث الإجرامية التي تطالعنا بها مختلف الوسائل الإعلامية وما يذاع بين الأوساط الشعبية كما الحال بولايتي الشلف وعين الدفلى، يعدّ بحقّ من المآسي التي ظلّت تطارد الشباب الذي صار يستهلكها في وضح النهار في الأماكن العمومية والشوارع ومجالس السوء والفضاءات البعيدة عن الأنظار وبؤر الرذيلة والفساد وأوكار الجريمة التي انتشرت بشكل فظيع خلال السنوات الأخيرة بين أحياء المنطقتين، حيث لم يكن الأمر محصورا في المناطق الحضرية والتجمعات السكانية الكبرى بل اجتاح البلديات الريفية وحتى المداشر، مما أصبح ينذر بالخطر والكارثة ضمن مظاهر كانت إلى وقت قريب بعيدة عن خصائص ومميزات المجتمع الشلفي والدفلاوي الذي مازال متمسكا بالمحافظة على أخلاق وتقاليد وأعراف أسره التي ترفض مثل هذه الظوار المشينة على عمي الحاج قويدر وبعض الأئمة الذين إلتقينا بهم في عدة مواقع ضمن حلقات دروس تحسيسية وتوعوية لتربية الناشئة على مبادئ السلوك القويم يقول هؤلاء الذين أجزموا أن مثل هذه الظواهر الخطيرة لا تمّت لأصالة الأسر الشلفية والدفلاوية يقول محدثونا.
انتشار الحبوب المهلوسة والأقراص المخدرة صار غولا يفتك بالشباب الذي يتبادل هذه الحبوب الخطيرة على صحته وحياته دون أن يعي انعكاساتها على واقعه ومحيطه ومجتمعه. وعن انتشارها أكد لنا العاملون بالصيداليات أن بيع هذه الحبوب المهلوسة التي هي في الأصل تمنح بطرق قانونية للمصابين بالأمراض المزمنة، غير أن تحويلها وبيعها من طرف المستفيدين منها بالمجال إلى أشخاص آخير يشكّل خطرا محدقا بهذه الفئات غير المصابة. الأمر الذي يجعل هؤلاء يتناولونها بعيدا عن الرقابة الطبية وأعين المختصين مما ينجم عنه حوادث أليمة كون أن مرتكبي هذه الجرائم لا يأبون بالسلوكات التي تنجم عنهم عند الهلوسة، يقول أحد الصيادلة المدعو حميد.
وعن الظاهرة الشنيعة وما ينجم عنها تطالعنا الحوادث بالشلف عن جرائم خطيرة كتلك الفتاة القاصر 17 عاما والتي تمّ خطفها خلال الأسبوع الفارط من طرف شابين يبلغان 22 و23 سنة من مدينة تنس على متن سيارة سياحية، تمكنت على الفور مصالح الشرطة بذات المدينة من تحريرها وتوقيف الجانيين اللذان كانا في حالة هلوسة. هذه الوضعية والأحداث تتطلّب تدخل الجميع يقول حميد الصيدلي لوقف انتشار الآفة التي لا دخل للصيادلة والأطباء فيها مادام الذين يستفيدون من هذه الحبوب يحملون وصفات طبية عن حالات مرضية. الأمر الذي يحتّم على الجهات المعنية أخذ تدابير وإجراءات لمعالجة الوضعية ومنح مثل هذه الوصفات يقول محدثونا.