قبل أيام قليلة من افتتاح موسم الاصطياف بولاية بومرداس الذي بدأت معالمه تترسم بارتفاع درجة الحرارة في الأيام الأخيرة التي دفعت بالكثيرين للتوجه الى الشواطئ القريبة من اجل الاستجمام، لا تزال التحضيرات الميدانية لاستقبال ضيوف الولاية محتشمة، ولم تتّضح بعد الصورة الحقيقية لطبيعة الأشغال المبرمجة لتهيئة الشريط الساحلي وتوفير مختلف الخدمات الضرورية بالشواطئ المسموحة للسباحة المنتظر أن تتجاوز هذه السنة 50 شاطئا.
ككل سنة وقبل أشهر من افتتاح موسم الاصطياف يتم تكليف لجنة ولائية مشتركة تتكون من عدة هيئات معنية بطريقة مباشرة، إلى جانب السلطات المحلية في البلديات الساحلية للتحضير للموسم ووضع كافة الترتيبات لاستقبال المصطافين عن طريق تهيئة الشواطئ المبرمجة، وإعداد مخطط عمل يسهر على توفير الخدمات الأساسية كالنقل، الحماية وتنظيم عملية الدخول الى الشواطئ، التي لا تزال تثير حفيظة المصطافين والعائلات خلال كل موسم بسبب عملية الابتزاز التي يتعرضون لها من قبل شباب تحت غطاء حق الاستغلال للشواطئ وحظائر ركن السيارات.
كل هذه الإجراءات التنظيمية الخاصة بموسم الاصطياف لم تتحدد معالمها بعد بولاية بومرداس رغم تأكيدات والي الولاية عن الشروع في عملية التحضير، وبرمجة مشروع لتهيئىة 11 شاطئا جديدا للرفع من عدد الشواطئ المسموحة للسباحة عبر طول الشريط الساحلي الممتد من بودواو البحري إلى اعفير شرقا، ونفس الأمر بالنسبة لمبادرات رؤساء البلديات المعنيين مباشرة بعملية التحضير، التي تبقى رمزية وتفتقد للتصورات المستقبلية الهادفة الى استغلال موسم الاصطياف للترويج السياحية وايجاد موارد اقتصادية ومالية محلية تساهم في دعم الميزانية البلدية الهشة.
كما يبقى السؤال مطروحا حول مدى تجسيد هذه الأشغال على أرض الواقع خاصة ونحن على أبواب إعطاء إشارة افتتاح الموسم الجديد، وبالتالي تهيئة هذه المواقع بكل المستلزمات الضرورية لتجنب النقائص التي عرفها الموسم الفارط، وكذا طبيعة الاحتياطات المتخذة لحماية المصطافين من المجموعات التي تحتل الفضاءات العامة بالشواطئ المخصصة للعائلات من اجل فرض رسوم اجبارية بداعي توفير الخدمات المتعلقة بكراء الشمسيات والخيم التي تبقى خدمة اختيارية وليست إجبارية حسب أصداء المصطافين، الذين انتفضوا السنة الماضية ضد هذه التلاعبات التي دفعت بمصالح الامن الى التدخل لتحرير الشواطئ من قبضة المافيا المتواطئين مع بعض المنتخبين المحليين منها شاطئ رأس جنات المركزي الذي تطرقت اليه «الشعب» في أكثر من مناسبة.