أفرز التقرير السلبي الذي أعدّته لجنة تحقيق متعددة الأطراف بولاية تيبازة بشأن نشاط 4 محاجر باقليم جبل شنوة منذ عدّة سنوات، خلت عن اصدار والي الولاية محمد بوشمة لقرارات غلق 3 محاجر نهاية الأسبوع الفارط على أن يتم غلق المحجرة الرابعة بعد 3 أشهر تقريبا من الآن حين يكتمل مشروع الطريق الاجتنابي لمدينتي شرشال وسيدي غيلاس.
يأتي قرار غلق المحاجر الثلاث بشكل انفرادي تتويجا لتحقيق ميداني قامت به لجنة تقنية مختصة مؤخرا كانت قد وقفت على جملة من الأضرار الناجمة عن الاستغلال العشوائي للمحاجر الأربع لاسيما ما تعلق منها بتعرّض سكان قرية سيدي موسى المجاورة والتابعة إداريا لبلدية الناظور لمضاعفات صحية خطيرة ترتبط على وجه الخصوص بأمراض الحساسية والربو، إضافة الى تعرّض منازلهم لحالات تصدعات بدرجات متفاوتة بفعل الاستعمال العشوائي للمتفجرات، بحيث اضطرّ هؤلاء الى الاحتجاج بجدية وكثافة وغلق الطريق الرئيسي المؤدي الى المحاجر على مدار 26 يوما خلت للحيلولة دون مواصلة المحاجر لنشاطها فيما أٌقدم عمال المحاجر على تنظيم احتجاج مواز للمطالبة برفع القيود عن نشاطهم وتمكينهم من مواصلة العمل في ظروف عادية باعتبار المحاجر توفر مناصب شغل هامة، وتساهم بشكل مباشر في دعم التنمية المحلية حسبهم، الا أنّ اصرار السكان المتضررين على الاحتجاج والاستعانة بجمعية حماية المستهلك وبيئته ووسائل الاعلام أرغم السلطات الولائية على التحرّك والتحري بجدية في هذا الموضوع بحيث تمّ استقبال ممثلين عن المحتجين في بادئ الأمر قبل تشكيل لجنة تحقيق تقنية أوكلت لها مهمة تقصي الحقائق بالميدان والتحقيق من مشروعية الانشغالات المعبّر عنها، ومن ثمّ فقد أسفر التحقيق الميداني عن الوقوف على عدد من التجاوزات من بينها نقل كميات هامة من الحصى الى ولايات مجاورة وممارسة نشاط مصنف باقليم محمية طبيعية مصنفة، فيما يبقى المحيط المحلي يتجرّع التداعيات السلبية الناجمة عن هذا النشاط بدون أيّ مقابل مالي يذكر.
كما ركّز سكان قرية سيدي موسى المحتجون على نشاط المحاجر على تضرّر المحيط البيئي وهجرة عدّة انماط من الحيوانات البرية للمنطقة ناهيك عن تضرّر الغطاء النباتي بشكل ملحوظ في حين يبقى جبل شنوة مع ذلك محمية طبيعية، مصنفة تمنع بها العديد من النشاطات الصناعية والمصنفة على غرار المحاجر الأمر الذي يبرز للعيان مدى تجاوز مسيري المحاجر المحلية للقوانين السارية المفعول، بحيث تحول الجزء الجنوبي العلوي للجبل الى بؤرة سوداء بفعل الكارثة البيئية التي تستوجب تدخلا عاجلا من لدن جميع الجهات المعنية بالنظر الى تعرَّض الغطاء النباتي للقلع والتخريب على مساحات واسعة بشكل رهيب بالتوازي مع تعرّض المساحات الغابية المجاورة لظاهرة ترسّب الغبار عليها بشكل مثير ومقلق مما أثّر سلبا وبشكل مباشر على كلّ ما له صلة بالحياة سواء تعلق الأمر بالانسان أوالحيوان أوحتى النبات ايضا.