بالرّغم من مجهودات الاستثمار الكبيرة التي بذلتها مصالح بلدية شميني، للقضاء على المنبعثات الملوّثة التي تمتد في الهواء، إلّا أن بعض المناطق منها لا تزال تعاني من استمرار النقاط السوداء، التي ينبغي أن نخشى آثارها الوخيمة على المحيط وعلى الصّحة العمومية.
من بين هذه المناطق، نجد قرية «إفالازن»، التي يعاني سكانها الأمرّين جراء شبكة الصرف الصحي التي تشهد تدهورا كبيرا، وفي هذا الصد أكد ممثلون لـ «الشعب»، أنّ قنوات الصرف بالقرية التي من شأنها ضمان تصريف المياه المستعملة، صغيرة الحجم بالنسبة لتدفق مياه مجاري الصرف، كما أن قدمها يؤدي إلى حدوث تسربات عديدة. وأنهم قد قاموا بمعاينة ما لا يقل عن عشرين منزلا محروما من شبكة الصّرف الصحي، وقد أعرب أحد المتقاعدين الذي قام ببناء منزل له في إطار السكن الريفي، عن أسفه إزاء الوضع قائلا: «لقد منحتنا الدولة إعانات في إطار برنامج «فونال» من أجل بناء مساكن، ولكن كم تمنينا لو استفدنا أيضا من شبكة المياه والكهرباء وشبكة الصرف الصحي حتى تصبح هذه الأكواخ صالحة للسكن، ولكن للأسف، نحن بعيدون كل البعد عن نيل مرغوبنا».
وعليه يواصل غياب شبكة صرف المياه المستعملة، في تعميق قلق القرويّين الذين يخشون تردّي ظروفهم المعيشية إلى أسوء من التي هي عليه حاليا، خاصة من الجانب الصحي، مواطن آخر من إفلازن قال في الموضوع: «تسلك المياه المستعملة الوديان والمجاري وتصل حتى الحقول في بعض الأحيان، وهنالك من يلجأ إلى حفر الصرف الصّحي في انتظار توصيلهم بشبكة الصرف الصّحي، فضلا عن هذا، بالرغم من توجيه عديد من المراسلات إلى مختلف الجهات المعنية ولكن من دون جدوى، حيث لم يسجل أيّ مشروع لشبكة الصرف الصحي قصد المحافظة على الإطار المعيشي وتجنب انتشار الأمراض، وفي بعض الأحيان نتلقى بعض الوعود التي لم يتم تجسيدها إلى حدّ اليوم».
بلدية شميني، حسب منتخبيها، تؤكّد تقاسم وتفهّم انشغالات المواطنين التي وصفوها بالشرعية، وقد تم إحصاء عدد من النقاط السوداء التي تعاني من مشكلة الصرف الصحي على مستوى البلدية، وهناك مساعي لدراسة هذه المشكلة في مجملها والتكفل بمعالجة هذا الوضع تدريجيا إلى غاية القضاء الكلّي عليها عن ظاهرة تسرب المياه».