ما إن تطأ قدماك السلالم الأولى من الزاوية المؤدية إلى ما يعرف عن العامة بـ «روشارتر» من ناحية «باب عزون» تقابلك مدخل بناية صغيرة في طابقها الأول كان بالأمس نادي مولودية الجزائر ملتقى محبي الفريق وغيرهم من الذين يتوافدون على المكان، في فضاء ضيق لا يتعدى مساحة غرفة يضم الطاولات والكراسي، بالإضافة إلى خادم ونادل لتقديم المشروبات والقهوة وغير ذلك.
في عز عطاءات الفريق الذي كان يضمّ نجوما في كرة القدم. الكل ينتقل إلى «النادي» لعلّ وعسى يلتقي بتلك الأسماء، باشي، باشطة، زنير، محيوز، عزوز، أودنية، كاوة، ايت موهوب، بن الشيخ، دراوي، جومادي، وغيرهم ممن سجلوا أنفسهم بحروف من ذهب في مسيرة العميد.
للأسف اليوم، تحوّل النادي إلى محل لبيع الألبسة بالجملة، لا تستطيع دخوله إن لم تكن تاجرا، أما كمناصر فإن المنفذ الوحيد هي الذكريات لا أكثر ولا أقل، عندما تتأمل في تلك الجدران الصماء تريد مخاطبتها لكنها لا ترد، تحيلك على واقع آخر وذهنية أخرى.
الروايات تجاه ما حدث لهذا النادي لا تنتهي ونقصد هنا كيفية انتقاله إلى تلك الصفة الثانية.. هل تم التخلي عنه أم منحه أم بيعه؟ كل هذه الفرضيات يتدولها الكثير من تسألهم عن الوضع النهائي الذي آل إليه.
من الصعوبة بمكان الولوج في هذه التفاصيل لأنها تردّد أسماء معينة على أنها قامت …بكذا… وكذا … تبقى مجرد إتهامات باطلة تجاه لاعبين ومسيرين، لا نسمح لأنفسنا بذكرها، حتى لا يلحق الضرر المعنوي بالأشخاص.. المهم أن الفريق الأكثر شعبية لا يملك ناديا خاص بأنصاره، يلتقون فيه في الوقت الذي يستعد لإحياء مئويته.. وما يجري الحديث عنه عن «فيلا» بالشراقة إنما هي مبيت لللاعبين، ولا يعقل أن يكون موقع النادي خارج العاصمة أو بعيدا عن الأحياء الشعبية،، هذا يتناقض مع روح الفريق.
وخلافا لهذه المفارقة، فإن هناك فرق كاتحاد العاصمة، ورفاق سطيف، شباب بلكور واتحاد الحراش ونصر حسين داي، يمتلكون نوادي عبارة عن مقاهي لرواد هذه العناوين الكروية، ينتقلون إليها كلما استدعى الأمر ذلك لتبادل أطراف الحديث في جو حماسي فياض،، وهناك من فتح متاجر كاتحاد العاصمة ووفاق السطيف متجاوزا فكرة النادي فقط ليدخل عالم «الماركتينغ».
فمتى تسترجع أملاك الفرق الكروية، بشكل عقلاني وقانوني؟