ارتفاع ملحوظ للنفايات المنزلية مع بداية شهر رمضان الفضيل خاصة على مستوى الأسواق الموازية، ظاهرة أرجعها الكثيرون لغياب الحس المدني لدى المواطن، الذي يصر على الإفراط في المأكولات دون أن يستهلكها ما يتسبّب في تراكم القمامات بشكل ملفت.
«الشعب» وفي جولة استطلاعية عبر عدد من أحياء العاصمة على غرار بلوزداد، الشراقة، سيدي امحمد، الجزائر الوسطى، المدنية، الحراش وجسر قسنطينة وغيرها التي تعرف انتشارا كبيرا، عيّنة سجلنا عبرها كميات هائلة باتت واضحة للعيان، حيث تضاعف حجمها مقارنة بالأيام العادية للسنة.
هذا ما ميّز الشوارع هذه المرة، يتركها الباعة مع نهاية كل يوم ما زاد من تأزم الوضع البيئي أكثر وشوه للمنظر الجمالي، ظاهرة بات تتطلب حملات وسط المواطنين من أجل توعيتهم أكثر لخطر هذه الظاهرة، وجعلهم يتحلون بالحس المدني أكثر واحترام المواقيت الخاصة بإخراج النفايات من أجل تسهيل عمل رجال النظافة. وإن اختلفت أشكال انتشار هذه الأخيرة التي باتت تطال حتى الراقية منها، إلا أن المواطن يبقى المتسبب الرئيسي فيها، والذي لايزال يمارس سلوكات غير حضارية رغم تسجيلنا تذمرا شديدا لديهم عبر العديد من الأحياء، مثيرة اشمئزاز الكثيرين. وفي هذا الإطار عبّر عدد من المواطنين لـ «الشعب» عن تخوّفهم للوضع البيئي في الجزائر في ظل تواصل بعض الأعمال وسط المواطنين، الذين يقومون برمي نفاياتهم المنزلية بطريقة عشوائية، غير آبهين للعواقب الوخيمة التي يترتب عنها مثل هذه التصرفات.
ولفت البعض منهم الانتباه للنفايات التي يتسبب فيها التجار الموسميين، الذين يعرضون سلعهم على مستوى الشوارع، ما يتسبب في انتشار كبير للنفايات مع نهاية كل يوم. من جهة أخرى عقب العديد منهم عن إفراط المواطنين في استهلاك المواد الغذائية، ما يزيد من ارتفاع كمية النفايات المنزلية، وهي ظاهرة لطالما ارتبطت بعادات الجزائريين كالتبذير في استغلال المواد الاستهلاكية والاقتناء المفرط لها دون تناولها، ما يعني رميها خاصة ما تعلق منها بمادة الخبز.
ظاهرة عجزت السلطات المعنية على احتوائها رغم تسطيرها لبرنامج خاص، حيث ترفع من عدد أعوان النظافة وكذا الشاحنات، وتعمل بشكل دوري في الفترة الصباحية وكذا الليلية بعد الإفطار.
ظاهرة ألفها المواطنون وبات يتأقلم معها بصورة يومية رغم كل العواقب الوخيمة المترتبة عن انتشارها الواسع، لتتحول بذلك العديد من النقاط المتفق على وضع النفايات على مستواها إلى شبه مفرغات عشوائية تثير اشمئزاز الكثيرين.