تشتكي 09 عائلات تقطن ببناية وسط مدينة سكيكدة، من وضعية أقل ما يقال عنها كارثية، من حيث الاهتراء، حيث تحولت الى بناية مهدّدة بالانهيار على قاطنيها في كل لحظة، تلك العائلات لم تجد مكانا يأويها لظروفها الاجتماعية. «الشعب» تفقدت أحوالها تحت سقف خطير، وبين جدران متصدعة، وفي أجواء بيئية كارثية، جراء اهتراء قنوات الصرف الصحي، التي اصبحت مصدر روائح كريهة، وامراض متنوعة، ويذكر انه خلال سنة 2013 توفي احد سكان البناية جراء عضه من فار، وزاد من وقع الأمر اللامبالاة من قبل السلطات المعنية، التي لم تحرك ساكنا، وتهتم بهذه العائلات، بإدماجها ضمن قائمة السكن المخصّصة لترحيل ساكني بنايات الهشّة بالمدينة.
البناية توجد وبوسط المدينة، تحولت الى «شبح»، بالنسبة الى السلطات المحلية، فمن جانب تحسب على حي قدور بليزيدية، ومن جانب آخر تحسب على شارع شعبان رموش، اي أن هذه البناية توجد ضمن حيين مختلفين، أرّقت ساكنيها، وجعلتهم في حيرة من امرهم، رغم انها توجد في وضعية لا تحسد عليها، من الوهلة الأولى وانت تقبل عليها من الخارج تعلم علم اليقين وضعها من الداخل.
وعند صعودنا السلالم تعتقد نفسك انك بداخل كهف، وليس بوسط المدينة، وقد استقبلتنا عائلة
«ربوح» التي تقطن هذه البناية اللغز رفقة 08 عائلات أخرى، تعيش نفس الألم وأمل الترحيل، لسكنات تنقضهم من خطر الموت المحقق تحت الأنقاض، كذا لتحفظ كرامتهم كمواطنين عليهم واجبات ولهم حقوق كذلك.
وتناشد عائلة ربوح» ومن خلالها بقية العائلات التي تعيش الخوف المستمر، أن تلتفت السلطات الولائية لظروفها الكارثية، ووضعها الحرج، ومنحها سكنات تليق بكرامة المواطن، وقد وضعت العائلة بين ايدينا وثائق تؤكد على أن هذه البناية قد تمّ معاينتها من قبل الهيئة الوطنية لمراقبة البناء ناحية قسنطينة، وأصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي لسكيكدة، سنة 2013، إقرارا بإخلائها، وذلك وفق تقريري الخبرة المعد من طرف الهيئة الوطنية لمراقبة البناء، المؤرخ في 08 / 11 / 1995، والثاني المؤرخ في 27 / 03 / 2011، حيث طلبت مصالح البلدية بإخلاء البناية فورا، ومنع استغلال البناية من جديد مهما كان نوعه أو صفته. وقدمت البلدية حينها مهلة 48 ساعة لمباشرة عملية الإخلاء، وفق الإجراءات المعمول بها في هذه الحالات، الا ان الوضعية لم تتغير والعائلات لم تستفد من سكنات جديدة، وبالتالي ما تزال تحت اسقف منهارة، لأنه بكل بساطة لم تجد حلا.
وكانت مصالح الولاية ان افرجت عن قائمة تزيد عن 500 استفادة من السكن، خصصت لقاطني عمارات الموت كما تسمى بالمدينة القديمة، الا ان هذه العملية لقيت استهجانا من العديد من المواطنين الذين يوجدون عالقين بهذه العمارات على غرار بناية الشبح هذه التي يقطن بها 09 عائلات، والكثير من سكان هذه البنايات لم تجد اسمائها ضمن المستفيدين من السكن. وقد عبّر العشرات عن غضبهم من عدم ورود أسمائهم رغم أنهم مصنّفون ضمن قاطني سكنات، مما يعني استمرار معاناتهم سيما أن بناياتهم تنهار أجزائها يوميا، كذلك غضب سكان الشقق القديمة مؤكدين أن السلطات ام تكن عادلة مع ابناء المدينة القديمة، على غرار الأحياء القصدرية التي وزعت عليهم المئات من السكنات.