القصبة..حتى لا تتكرّر الحادثة

جمال أوكيلي

«الرّحمة للشّهداء والسّلام لقلعة الفداء» شعار يافظة مثبتة في جدار البناية المنهارة بالقصبة السفلى مؤخرا بعد انتهاء عملية البحث والعثور على الجثث من تحت الأنقاض، والمقدّر عددها 5، لم يبق من أثر تلك العائلة سوى المنشفة ولباس في الطابق  العلوي الأخير تتقاذفهما الرياح يمينا وشمالا، لا سلالم ولا شقق، ما كان في الفوق أطبق على التحت أو الأسفل.
أنظار الناس من الفضوليّين وغيرهم مشدودة تارة الى العمارة وتارة أخرى الى أرواح الضحايا، تعقبها مباشرة أسئلة لا تنتهي وتعليقات طويلة وعريضة على حالة هذا الصّرح الحضاري، الذي مازال يسقط كأوراق الخريف وعرضة لمزيد من تأثيرات وضربات الانسان والطبيعة.
ملف هذا المعلم المصنّف من قبل اليونيسكو في بداية التسعينات لو أعيد همومه يعمّر ألف كتاب كما ورد ذلك في أغنية «لحمام» للحاج امحمد العنقاء نظرا لتداخله وتعقده الى درجة مثيرة للدهشة والاستغراب، يتحمّل مسؤوليّته كل أولئك الذين نصبوا أنفسهم أوصياء باسم مكان الازدياد على هذا الموقع التاريخي، خاصة تحت غطاء جمعيات  «الهف»، تراهم يتباهون في أزقة القصبة، ما يقومون به سوى تنظيم حفلات الشعبي والحوزي ثم لا تراهم سنة كاملة ماعدا عودتهم يوم 23 فيفري اليوم الوطني للقصبة، يضاف الى هؤلاء  أطراف في البلدية وأشباه الباحثين الذين يقتاتون من هنا وهناك حتى من الخارج للأسف، يتعاملون مع منظمات تدّعي حفظ التراث؟! كان آخرها الاتيان بالمعماري جون نوفال الذي لا علاقة له بمسائل الترميم باعترافه هو نفسه، وتركنا جانبا الخبراء الجزائريين في هذا الاختصاص.
وسينكشف أمر هؤلاء من طرف السيد عبد الخالق صيودة، الوالي الجديد لولاية الجزائر، إن آجلا أم عاجلا انطلاقا من القاعدة الذّهبية الفرز بين الصّالح والطّالح، وهذا بإعادة الحماة والكفاءات التي سهرت قلبا وقالبا على القصبة، منهم الباحث محمد بن مدور الذي انسحب من هذا الوسط عندما لاحظ كثرة المتطفّلين والانتهازيّين الذين يحملون
«شهادات» الانتماء الضيّق للمكان فقط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024