كشفت رئيسة محطة تيبازة للمحافظة الوطنية للساحل، ابتسام آيت حمودة، عن جمع أكثر من 16 طن من النفايات من طرف الصيادين النشطين بموانئ الولاية في إطار مشروع أعماق بحرية بدون بلاستيك الذي تمّ تجسيده على أرض الواقع خلال الأشهر الأربعة المنصرمة بتمويل من السفارة الكندية بالجزائر.
قالت رئيسة محطة تيبازة للمحافظة الوطنية للساحل، بأنّ المشروع مكّن من تحسيس أكثر من ألف شخص من رواد الموانئ والساحل عموما من حيث الحفاظ على البيئة ونظافة الساحل، والعمل بجدية على تصريف النفايات العالقة على امتداد الساحل تجنبا لكوارث بيئية وصحية لا تحمد عقباها، كما أشارت ابتسام آيت حمودة أيضا الى كون المشروع مكّن من توطيد علاقات تعامل جديدة وراقية بين سفراء البحر، الذين تمّ تكوينهم خلال فترات خلت مع مستعملي البحر، بحيث أقدم السفراء خلال فترة تجسيد المشروع على تقديم جملة من الارشادات والنصائح ذات الصلة بالثقافة البيئية لمستعملي البحر بطرق جدّ حضارية، الأمر الذي ولّد لدى الصيادين وباقي الفئات الأخرى المتردّدة على البحر حسّا معنويا رفيعا يعنى بالسعي الحثيث من أجل تجنيب الأعماق البحرية مزيد من النفايات لاسيما البلاستيكية منها، والتي تستهلك فترات طويلة لتحللها ويمكنها أن تلحق بالصحة البشرية كما بالكائنات البحرية أضرارا بليغة.
وكانت محطة تيبازة للمحافظة الوطنية للساحل قدّ شنّت جملة من الحملات التحسيسية عبر مختلف موانئ الولاية والمؤسسات التربوية القريبة منها بالتنسيق مع عدّة قطاعات ذات الصلة بملف البيئة وجمعيات نشطة في الميدان، وهي الحملات التي أسفرت عن ترسيخ قناعة ثابتة لدى معظم الصيادين تعنى بتصريف النفايات العالقة بشبابيكهم نحوالميناء وعدم الاستغناء عنها في عرض البحر، بحيث تتكفل مؤسسة تسيير الموانئ بدورها بعملية تصريف النفايات الى الجهة المعنية بالتنسيق مع البلديات الساحلية والمؤسسات المكلفة بالنظافة، كما تمّ التركيز خلال تلك الحملات على موضوع الاستثمار في الطفل باعتباره الأكثر تأثيرا في قلب الموازين لثقافة المجتمع حينما يتعلق الأمر بالتصرفات الحضارية، بحيث لقبت تجربة سفراء البحر التي شملت 3 مؤسسات من الأطوار التعليمية الثلاثة صدى واسعا لدى مستعملي البحر بالتوازي مع تسجيل تطور ملحوظ في سلوك الصيادين من خلال مشروع الصياد المسؤول الذي تبنته المحافظة الوطنية للساحل بالتنسيق مع جمعية هوم البيئية.
تجدر الاشارة إلى أنّ مشروع أعماق بحرية بدون بلاستيك تمّ استنفاذه خلال الأسبوع المنصرم بعقد لقاء ختامي في حضرة سفيرة كندا بالجزائر باتريسيا ماكولار، التي انبهرت بالمبادرات المتعددة التي تباشرها الأقطاب ذات الصلة بملف البيئة عبر إقليم ولاية تيبازة.