تعد غابة» بوليو» ببلدية الحراش قبلة للعديد من العائلات الجزائرية، فبعد إعادة تهيئتها منذ سنتين تقريبا عادت مظاهر التدهور تطفو على هذا الفضاء الرائع للراحة والاستجمام نتيجة الاهمال وعدم الصيانة الدورية للأجهزة، ليس من حيث جمالها الطبيعي وإنما من حيث مرافق الاستقبال التي أثّر تدهور حالتها على توافد المواطنين بعد أن كانت خلال فترة سابقة تعج بالزوار من كل الفئات والأعمار.
وقفت «الشعب» على هذه الوضعية خلال زيارتها للغابة، حيث تفاجأنا في الوهلة الأولى غيابا كليا لمرافق الاستقبال، وعلى رأسها محلات بيع الأكل الخفيف والمشروبات، حارمة بذلك العدد القليل الذي لم تمنعه هذه الوضعية من زيارة هذا الفضاء الخلاب من اقتناء قارورة ماء، ما جعل العديد من العائلات تطالب بضرورة انجاز هذه المحلات.
رواد هذه الغابة أكدوا في حديثهم لـ «الشعب» أنّ غياب الاهتمام بتحسين ظروف الاستقبال وعدم التفكير في تحسين وسائل الترفيه لم يشجّع الناس على التوافد بشكل كبير.
بعض العائلات القليلة التي وجدناها بعين المكان أكّدت لنا أن الغابة شهدت قفزة نوعية نحو الأفضل، فبعد السنوات من الإهمال والركود، عادت مجددا لها الروح بعد اعادة تهيئتها، غير أنّها تدهورت من جديد نتيجة عدم صيانتها دوريا، وأكّد المتحدثون أن الغابة تعرف إقبالا أكثر في فصل الربيع وخاصة في الفترة المسائية خلال فصل الصيف، أي بعد انخفاض درجة الحرارة والعودة من الشواطئ، إلا أن العائلات نفسها طالبت بالتفاتة الجهة الوصية على الغابة لتوفير ظروف الاستقبال قصد استقطاب المزيد من الزوار، لاسيما العائلات التي غالبا ما تفضّل مثل هذا المكان لقضاء أوقات ممتعة بها بعيدا عن ضجيج وزحمة المدينة.
ورغم النقائص المذكورة لاسيما التراجع الكبير في إقبال الزوار، إلاّ أن غابة «بوليو» تتوفّر على مرافق ترفيهية خاصة بالأطفال تتمثل في أرجوحات وأجهزة للتزحلق وسلالم للتسلق، إضافة الى فضاءات لممارسة رياضة كرة القدم والكرة الحديدية، حيث يلجأ العديد من الرياضيين لممارسة نشاطاتهم بالغابة، وحسب أحد أعوان الغابة فإن هذا الفضاء يعرف في الفترات المسائية إقبالا كبيرا للرياضيين، خاصة ممارسي كرة القدم وهواة ركوب الدراجات الهوائية.