مخلفات الدواجن ببجاية تلوّث البيئة

تدوير البقايا الخيار الوحيد لإنقاذ حوض الصومام

بجاية: بن النوي توهامي

تشكّل مخلفات الدواجن مشاكل بيئية وخيمة، حيث تساهم في تلوث الهواء الناجم عن انبعاث الغازات الضارة، والروائح الكريهة والغبار، الضوضاء المنبعثة من المنشآت ووحدات التجهيز، والتأثير على التربة والمياه الجوفية والسطحية، ما يؤدي إلى ظهور الأمراض المختلفة التي تنتقل للإنسان والحيوان وتشكل خطراً على الصحة العامة، وتفشّي ظاهرة انتشار الحيوانات الضارة كالفئران التي تسبّب أضراراً مادية وصحية عديدة، تنقل العديد من الأمراض.

وكعينة تنقلت «الشعب» إلى منطقة حوض الصومام، ونقلت انطباعات بعض المواطنين حول هذه الظاهرة، حيث يقول السيد أعمارة الذي يقطن ببلدية إغيل علي، «هذه البلدية الجبلية ذات تضاريس وعرة، وهو ما لا يخلو من الآثار المباشرة على اقتصاد المنطقة، وخاصة الزراعة التي لا تزال قطاعًا صعبًا لممارستها، بسبب التضاريس لهذه الأراضي الزراعية المعروفة بشدّة انحداراتها، والتي لا تسهل قيام الفلاحين بنشاطاهم بصفة ملائمة، وعلى سبيل المثال يتمّ جمع محصول الزيتون بطريقة شاقة وحتى خطيرة بسبب المنحدرات وغيرها من الوديان، ومثال آخر، يتعلق بمحصول الحبوب الذي لا يمكن ممارسته بسبب انخفاض الأراضي التي لا تتكيّف مع هذا النشاط، لكن في المقابل يبقى قطاع الزراعة الجبلية، مثل زراعة الأشجار، تربية النحل، وتربية مختلف أنواع الماشية والدواجن التي تظلّ بلا شك أفضل مكان.
الملاحظ أن هذه المنطقة، معروفة بتربية الدواجن إلى جانب زراعة الزيتون النشاط المهيمن، وهذا بسبب قدرتهما على التكيّف مع هذه المنطقة الجغرافية الصعبة، فبالنسبة إلى تربية الدواجن على وجه الخصوص، تنشط عشرات وحدات الدواجن في قرى مختلفة من هذه البلدية ويتمّ إنتاج البيض واللحوم.
وحقّقت البلدية الاكتفاء الذاتي في هذه المنتجات، حتى أنها أعطت نفسها رفاهية تسويق كميات كبيرة إلى المناطق المجاورة والبعيدة، ويتمّ استثمار جميع الحقول الزراعية الواقعة على ارتفاعات هذه المنطقة، مع وحدات الدواجن التي تتشبث مثل المسامير على سفوح الجبال المحيطة بالبلدية.
وتصنع هذه الوحدات في الغالب من قبل الحرفيين، ويمنح هذا النشاط مداخيل مالية لعشرات العائلات عبر قرى البلدية، على الرغم من الصعوبات التي يواجهها مربو الدواجن، على غرار ارتفاع تكلفة الغذاء والدواء إلى جانب قسوة المناخ، فهم يتحملون ذلك رافعين شعار المضي قدما لمواصلة نشاطهم».
لكن يبقى أن نشير، حسب السيد خليل، «مع ذلك، هناك نقطة سوداء وضارة تتمثل في تلوث البيئة الناتجة عن نفايات الدواجن، والتي يتمّ التخلص منها للأسف في الطبيعة وبشكل أدق، في الوديان العميقة التي تمرّ عبر المنطقة، والمتمثلة في فضلات، جثث، وبقايا الدواجن، بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي التي تلوث المنطقة المحيطة والاختلاط خاصة مع مياه الأمطار، والتي تؤدي بدورها لتلوث أماكن أخرى على سبيل المثال نهر «تاسيفت»، الذي ينحدر من مرتفعات القلعة والذي يتحوّل إلى مجمع لأنواع من المخلفات ومنها الدواجن.
وعن الحلول التي يقترحها السكان، للحدّ من مخاطر التلوث الناجم عن تربية الدواجن، نؤكد على ضرورة تكوين الممارسين لهذا النشاط في مجال استخدام تقنيات حديثة واستعمال تجهيزات ومعدات متطوّرة وغير مكلّفة، لمعالجة مختلف أنواع المخلفات الناتجة عن نشاط صناعة الدواجن وتحويل بعضها إلى منتجات اقتصادية، على غرار إنتاج السماد العضوي واستخدام المياه الناتجة من الوحدات في عملية زراعة بعض المحاصيل، بالإضافة إلى تقنيات أخرى كتوفير الطاقة، والتي من شأنها التقليل من الآثار السلبية وتفادي إحداث أضرار بالبيئة المحيطة، لضمان ديمومة هذا النشاط وتعزيز للاقتصاد المحلي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024