شهدت شعبة الزيتون وزيت الزيتون بولاية تيزي وزو تراجعا ملحوظا في الإنتاج خلال هذا الموسم، وصل حسب أرقام مديرية المصالح الفلاحية إلى أزيد من 504 ألف قنطار بمجموع 10,3 مليون لتر، مقابل 13 مليون لتر السنة الماضية، وهذا بسبب الظروف المناخية والتساقط المعتبر للأمطار خلال فترة الإزهار، وكذا تعاقب دورة الإنتاج بين الأشجار التي أثرت بشكل كبير في مردود هذه الشعبة التي تعتبر من الأنشطة الأساسية بالولاية.
يعتبر نشاط إنتاج الزيتون وزيت الزيتون من المهن الفلاحية الأكثر انتشارا مقارنة مع الشعب الفلاحية الأخرى والأكثر حضورا وسط العائلات بولاية تيزي وزو، التي حافظت على استمراره بين الأجيال بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية للمنطقة، وأهمية هذا النشاط كمورد اقتصادي مستدام ظل يكابد الزمن والظروف المناخية الصعبة، إلا أن إرادة الفلاحين والمنتجين ساهمت في تطوير الشعبة وإدخال الوسائل الحديثة في الإنتاج وطرق التحويل بظهور عشرات المعاصر الحديثة التي واكبت النشاط وساعدت في ترقية القطاع والرفع من المردودية السنوية التي تعدت 10 مليون لتر أي بمعدل 20,5 لتر في القنطار.
عملية إنتاج محصول الزيتون التي انطلقت شهر نوفمبر الماضي إلى غاية شهر مارس سمح بإنتاج ما يزيد عن 504 ألف قنطار تم تحويله الى شبكة المعاصر المنتشرة عبر بلديات الولاية بمجموع 450 معصرة منها 109 عصرية العديد منها أنشئت في إطار أجهزة الدعم المحلية من قبل الشباب وأخرى بفضل عملية الدعم من قبل الدولة عن طريق الصندوق الوطني لضبط وتنمية الفلاحة.
هذا وسطّرت مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع الهيئات المختصة كالغرفة الفلاحية والصندوق الجهور للتعاون الفلاحي، وكذا المعاهد التقنية المتخصصة في إطار الدعم الموجه من قبل وزارة الفلاحة، برنامجا لتوسيع مساحة شعبة إنتاج الزيتون بولاية تيزي وزو المقدرة بـ 38 ألف هكتار بهدف الحفاظ على استمرارية هذا المورد الاقتصادي الهام وحمايته من مختلف المخاطر خاصة حرائق الغابات التي تأتي سنويا على عشرات الهكتارات والتقلبات الجوية، من خلال برمجة مشروع غرس 340 ألف شجرة جديدة وتطعيم 160 ألف أخرى، والعمل على إدخال التقنيات الحديثة في طرق الإنتاج والتحويل للرفع من الكمية المنتجة.
كما ينتظر الفلاحون الناشطون في هذه الشعبة مزيدا من الدعم والمرافقة الميدانية من قبل المصالح الفلاحية والمختصين لترقية المنتوج وتذليل الصعوبات الميدانية التي يواجهونها، مع ضرورة الاستفادة من دورات تكوينية وتظاهرات محلية ووطنية عبر تنظيم معارض لإنتاج الزيتون وزيت الزيتون تساهم في عملية تسويق المنتوج والاحتكاك مع مختلف المهنيين من داخل وخارج الولاية لتبادل الخبرات وطرح الانشغالات الكثيرة خاصة في مجال التأمين الفلاحي والشخصي للفلاحين التي تبقى من الهواجس المطروحة ليس فقط لدى المنتجين في هذه الشعبة بل في اغلب الشعب الفلاحية الأخرى منها إنتاج العسل وتربية المواشي وإنتاج حليب الأبقار التي تعتبر قاعدة اقتصادية بالولاية.