تعرف تجارة النفايات القابلة لإعادة التدوير، ببلديات وادي الصومام تطورا كبيرا، حيث ازداد اهتمام الشباب بهذا النشاط الذي يدر عليهم فائدة كبيرة، بمناطق تازمالت، القصر، أقبو، أوزلاقن، وسيدي عيش، وغيرها من الأماكن التي يتم فيها تخزين النفايات القابلة لإعادة التدوير، مثل الحديد، البلاستيك، والمطاط ، الألومنيوم، والنحاس.
يقول أحمد شاب يقطن بسيدي عيش، ‘يشارك أصحاب هذه المستودعات في هذه التجارة، عن طريق شراء وإعادة بيع كميات من هذه النفايات لإعادة التدوير، وهي عبارة عن سلسلة كاملة تعمل بالمنطقة على شراء النفايات، بمناطق تازمالت، القصر، أقبو، أوزلاقن، وسيدي عيش، بمساهمة السكان المحليين الذين يجمعون كل ما يمكن إعادة تدويره، وبالتالي، بمجرد أن يتم جمع مختلف النفايات كالحديد، البلاستيك، المطاط، الألومنيوم، والنحاس يتم تكديسها في أكوام، ولا يتعين على هؤلاء الأشخاص سوى انتظار وصول جامعي النفايات الذين يقدمون كل يوم بشاحناتهم، على مستوى المواقع المختلفة لوادي الصومام.
في الحقيقة تنضم العائلات، خاصة الأطفال لمزاولة هذا العمل المربح الذي يجلب بعض المال، عندما نعلم أن الحديد يُباع بسعر 30دينارا للكيلوغرام الواحد، والبلاستيك بمعدل 10دينار للكيلوغرام الواحد، على سبيل المثال لا الحصر، ويسمح أيضًا جمع النفايات القابلة لإعادة التدوير بتنظيف البيئة والمحيط التي غزتها النفايات بجميع أنواعها، وهذه التجارة من شأنها التقليل من وجود النفايات في الطبيعة على غرار، الوديان، الحقول، الجبال بهدف إعادة تدويرها’.
من جهتها، تقول السيدة سامية من أقبو، ‘ تشكل النفايات المنزلية عبئا ثقيلا على رؤساء المجالس البلدية، وكذا تثير القلق وتزعج السكان لأنها تتسبب في تلويث البيئة وتهدد الصحة العمومية، وعليه تقوم العديد من العائلات بالاستثمار في مجال رسكلة النفايات، لأن هذا النشاط تحوّل من الضرر إلى منافع ومكاسب حقيقة، خاصة أن استغلال القمامة من خلال رسكلتها وتدويرها يؤدي إلى استرجاع أطنان من النفايات المنزلية كلّ يوم، ومنها مواد البلاستيك، الزجاج، والكرتون التي يتم استغلالها في الصناعة التحويلية، خاصة وأن الدولة قد وفرت الإمكانيات والأجهزة الضرورية لهذا الغرض.
يبقى أن أوجه نداء لكافة المسؤولين المحليين بضرورة القيام بعمليات تحسيسية، لإبراز أهمّية استغلال النفايات في مجال الاستثمار، وذلك من خلال رسكلتها وتدويرها والاستفادة من ثروتها واستغلالها لصالح الاقتصاد الوطني’.