توجد أرصفة حي الإخوة بليلي ببلدية الجزائر الوسطى في حالة يرثى لها جرّاء مغادرة أو بالأحرى تخلّي المقاول المكلف بالمشروع عن الأشغال منذ قرابة ٣ أشهر، بعد أن سحب عمّاله فجأة تاركا الشارع الذي يمتد من رقم ١٠٠ إلى ٨٢ في وضعية مزرية نتيجة اقتلاع الطّبقة الأولى من الزّفت ليتحول الممر إلى مسلك ترابي تتطاير منه الأتربة عند صحو الجو والمياه أثناء سقوط الأمطار.
وللأسف طال أمد ما قام به صاحب الورشة من عمل ترقيعي لا يرقى لمستوى ما كان ينتظره السكان عندما لم يراع حد أدنى من المهنية، وبإلقائه جزءاً من الإسمنت المسلّح على الحنفيات الأرضية المتّصلة بالأنبوب العام للعمارات، جعلها لا تظهر في حالة الشروع في أي أشغال مستقبلا.
هذه المعاينة ليست غريبة على مسؤولي بلدية الجزائر الوسطى كونهم على علم بما حدث لكن لا حياة لمن تنادي، فقد دوّن مواطنون تقارير مفصلة عمّا يعانوه، غير أنّ المصلحة المعنية لم ترد على تلك الانشغالات، وكم من مرّة قصدوا مكتب إيداع الشّكاوي للاطّلاع على الإجابة المعدّة لهذا الغرض، لكن الإدارة خيّبت آمالهم في انعدام التّواصل مع مواطنيها، وحتى الآن لم يفهم السكان هذا الموقف الصّادر عن بلدية الجزائر الوسطى، وهم بالأمس كانوا محل استجداء من مترشّحي القائمة الحرّة «لؤلؤة الجزائر» برئاسة بطاش لتنخرط في الأفلان أمام تساؤلات كبيرة للمواطنين الذين منحوا أصواتهم، فلماذا نسي المنتخبون المحليون التزاماتهم في أقل من سنتين أي في ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧؟
الآمال التي كانت معلّقة على هؤلاء كانت كبيرة في التكفل بمشاكل المواطنين، إلاّ أنّه العكس الذي حدث وحاليا فإن الكلام عن هذا المشروع لا ينتهي، آخرها أن البلدية ستعين مقاولا آخرا غير أنّ ذلك لم يتم أبدا ونحن في الشّهر الرّابع من ذهاب المعني، للأسف لا أحد يتحمّل مسؤوليته تجاه ما يطلبه المواطن محليا، كما أن السكان الذين يستعملون تلك الأرصفة رفقة أبنائهم لم تحرّكهم غيرتهم عن حيّهم، يفضّلون السير على طريق السيارات بدلا من حقّهم الذي منحهم إيّاه القانون.