لا تزال العديد من أحياء العاصمة اليوم تعاني حالة كبيرة من الإهمال فيما تعلّق بجانب النظافة والتهيئة، إذ تعرف جلها انتشارا رهيبا للنفايات وانبعاثا مقلقا للروائح الكريهة التي تؤرق حياة المواطن، هو حال العديد من أقواس بلدية سيدي محمد التي وإن استفادت مؤخرا من عدة برامج، إلا أن طابعها الجمالي لا يزال يشوبه الكثير من النقائص، خاصة فيما تعلّق منها باهتراء الطرقات وتدهور أرصفتها.
في جولة عبر عدد من شوارعها الرئيسية لمست نوعا من الإهمال فيما تعلّق بجانب النظافة، حيث صادفنا الكثير من النفايات المرمية على مستوى العديد من الأزقة جعلتها تبدو في حالة كارثية، دون الحديث عن الروائح الكريهة المنبعثة منها والتي تجعل المارة في حالة من الاشمئزاز.
صورة أخرى طبعت أحياء بلدية سيدي امحمد، خاصة على الطريق المؤدي إلى المسبح شبه الأولمبي، أول ماي الذي يعرف هو الآخر حالة كبيرة من التدهور على غرر الأرصفة والطرقات والبيع العشوائي لتجار الخضر والفواكه ممن يقومون بعرض سلعهم في حالة من الفوضى دون الحديث عن الركن العشوائي لسيارت المواطنين ممن يرغبون في اقتناء لوازمهم وحاجياتهم.
واقع أليم تعرفه أحد أرقى وأكبر بلديات عاصمة البلاد التي اكتفت بتزين وجهة على أخرى، حيث نجد في الجانب الثاني وبالضبط على مستوى الطريق الرئيسي المعروف بطريق شارع الاستقلال وعلي ملاح تهيئة جد عصرية حتى أن هذين الأخيرين كانا قد استفادا من التهيئة على غرار تجسيد أكبر حديقة تحت اسم «حديقة الوئام» والتي تعرف يوميا تنظيف دوري، ما يجعل هذه البلدية تظهر للعيان على أنها أنظف مدينة بقلب عاصمة البلاد.
إلا أن الزائر لشوارعها وأزقتها يرى صورة معاكسة تماما لما تعرفه ساحة أول ماي ونقصد بالحديث هنا الحي الذي يقع من ورائه والذي نجد أرصفته سوداء بسبب غياب النظافة الدورية على مستواه، حتى أن هناك بعض الأزقة إن لم تنظف بمياه الأمطار فلن تعرف النظافة له عنوان ومن باب التحديد، الشارع المعروف بالأقواص، هذا الأخير الذي يعرف حركة تجارية كبيرة، ما يعني حركة كبيرة للمارة الذين يتكبّدون يوميا معاناة شم الروائح الكريهة.
وليس بالبعيد عن ساحة أول ماي نجد شارع حسبة بن بوعلي أرقى شارع من حيث الموقع والتاريخ والحركة التجارية، غير انه يبقى بعيدا جدا عن واقع التهيئة، حيث تشهد أرصفته هو الآخر إهمالا كبيرا، فرغم ما يتميز به حركة كبيرة للمواطنين، إلا أنه لا يزال يعرف نوعا من الإهمال وغياب النظافة.
وبالضبط توقّف عدد من التجار في حديث مع «الشعب» عن ضرورة إعادة تهيئته حتى يعطي صورة أجمل لعاصمة البلاد، خاصة وأنه يعرف توافدا كبيرا للذين يزرون المحلات التجارية لاقتناء بعض المستلزمات، حيث كان يمكن جعله شارع راق، خاصة وأن جل المحلات المتمركزة على مستواه تعرف واجهة عصرية ينقصها فقط إعادة تهيئة طرقات وأرصفة وواجهات العمارات حتى يكون من أرقى الشوارع التجارية.
وفي ظلّ جملة هذه النقائص التي تشوب عدد كبير من أزقة وشوارع بلدية سيدي امحمد، يطالب المواطنون بضرورة إعادة النظر في المجال الجمالي للمدينة والتقيّد بضمان تنظيف دوري لشوارعها وتنصيب بلاط لأرصفتها يليق بواجهتها التجارية.