لا تصوّروا المرضى

جمال أوكيلي

عادة سيّئة انتشرت لدى الكثير من أفراد العائلات الذين يحملون صورا من أقربائهم وأصدقائهم وهم مستلقون على الأسرّة أو طريحو الفلاش بقاعات العلاج بالمستشفيات، وهم في حالة حرجة أحيانا يمنع أخذ لقطات عن حالتهم الصحية التي يوجدون عليها ليس فقط من النّاحية القانونية بل الأخلاقية كذلك.

التقط البعض صورا لا تليق بتاتا بذلك الشّخص المريض خاصة بعد العملية الجراحية، وهو في غيبوبة تامة ينتظر إنعاشه - وللأسف - لا يحتفظ بها لنفسه بل في كل مناسبة تتاح له يظهرها للناس، وهناك البعض من «الوضعيات» لا يمكن التّمادي أو الإكثار النّظر فيها كونها تركّز على عناصر مؤثّرة جدّا كوجود الدم وغير ذلك.
ولا ندري الفائدة من كل هذا هل هي صور تذكارية أم تصرّفات لا شعورية؟ لأناس يعتقدون أنّ ما قاموا يعد شيئا عاديا مثلما دأبوا عليه في مواقع أخرى كالمناسبات، الرّحلات، المطاعم، وغيرها من فضاءات التّرفيه والتّسلية.
صحيح أنّه لا يمكن مراقبة كل من يحمل هاتفا نقالا بطريقة أو بأخرى يصعب التفطن لحيله في استعمالاته، لكن أدنى شيء ومن باب الضّمير الانساني واحترام الآخر يمنع توظيفه لأغراض خارجة عن إطارها المتعارف عليها عندما يتعلّق الأمر بحرمة المريض ورفضه تداول صوره عند جهات أخرى قد يرفض أن يراه البعض في تلك الحالة المؤلمة.
والمسؤولية تعود كذلك على مسؤولي وممرّضي وأعوان المرافق الصحية الذين لا ينبّهون حاملي الهواتف النقالة من خطر استعماله عند دخولهم إلى غرفة المريض أو خلال تواجدهم في مصلحة معينة هذا السّكوت شجّعهم على تصوير أي شيء يقع على مستوى «عدستهم»، وبشكل مخيف أحيانا لا يليق بتاتا.
وفي هذا الاطار، يتوفر الكثير من الأشخاص على صور صادمة لمرضى قبل وفاتهم لا يسمح بأن ترافقهم في حياتهم اليومية خاصة بالنسبة للأبناء، يتطلب سحبها ومحوها فورا احتراما للجميع، وحتى لا تبقى عالقة في الأذهان تؤرّقهم يوميا قد يتعرّضون لحالة نفسية من حيث لا يدرون.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024