يناشد مرضى الجلوكوم المزمن، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بضرورة التدخل العاجل من أجل اعتماد هذا المرض ضمن قائمة الأمراض المزمنة حتى يتسنى لهم الحصول على الدواء مباشرة من الصيدليات بصفة منتظمة وبدون انقطاع، وفقا لما تقتضيه حالتهم المرضية.
أكد مختصون لـ»الشعب» أن مرض الجلوكوم أو ارتفاع ضغط العين المزمن، هو مرض مصنف من الأمراض المزمنة المعترف بها عبر كافة دول العالم والمعتمدة كمرض يتلقى بموجبه المريض الدواء بصفة مستمرة مدى الحياة، وصنفته معظم دول العالم ومنها تونس والمغرب ضمن قائمة الأمراض المزمنة التي تتكفّل بها الدولة بنسبة 100 بالمائة لخطورته على بصر الإنسان كأول مرض مسبّب للعمى عبر العالم.
وعدم تلقى الدواء بصفة يومية ومدى الحياة حسب ذات المصدر، يعرّض المريض لفقدان البصر بصفة تدريجية إلى غاية العمى الكلي غير القابل للترميم، خلال مدة تتراوح بين 10 و15 سنة، علما أن التطوّر الطبي حقّق في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في هذا المجال بإيجاد الدواء المناسب والضروري لهذا المرض، ما جنّب المرضى اللجوء إلى العمليات الجراحية، وما تحمله من خطورة ذلك على الرؤية لصعوبة هذا النوع من العمليات الجراحية.
وأمام عدم اعتماد هذا المرض كمرض مزمن، من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي برفض طلبات التكفل بالدواء لعشرات المرضى، تضاعفت معاناة هؤلاء وزادت من متاعبهم الصحية بالاضطرار إلى شراء الدواء كل ثلاثة أشهر بمبالغ مالية تتجاوز الـ4000 دينار في الحالات المرضية المستقرة، وحتى المرضى المؤمّنين اجتماعيا يضطرون كذلك لشراء الدواء بدفع النقود بالصيدليات لاستحالة استعمال بطاقة الشفاء لتجاوز المبلغ الـ3000 دينار جزائري.
هذا فيما ينقطع حسب العاملين في هذا المجال، عديد المرضى ميسوري الحال عن أخذ الدواء المتمثل أساسا في قطرات للعين، أمام أوضاعهم الاجتماعية الصعبة لعدم قدرتهم على الشراء المنتظم للدواء، وهو ما سبّب ويسبب العمى الكلي أو الجزئي غير القابل للترميم للعشرات من المرضى، ما يقتضي تدخّل السلطات المختصة لاعتماد المرض ضمن قائم الأمراض المزمنة للتكفل المستمر المضمون للآلاف من المرضى المنتشرين عبر الوطن.