تفعيل طب العمل على مستوى الجماعات المحلية

متابعة دورية للعمّال والموظّفين للكشف المبكّر عن الأمراض

الجزائر: جمال أوكيلي

كانت المقاطعة الإدارية للروبية، الخميس، على موعد مع يوم تحسيسي وإعلامي حول طب العمل لفائدة عمال وموظفي الجماعات المحلية، استنادا إلى قرار وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية القاضي بإعادة تفعيل النشاط الاجتماعي على مستوى المرافق التابعة مباشرة للوصاية سواء بالنسبة للمصالح الداخلية أو الخارجية.

بمعنى الأعوان الثّابتين أو المتحرّكين العاملين في الميدان، والقائمين على قطاعات ذات الصلة، والمدعوين إلى فحص دوري لحالتهم الصحية، حفاظا على لياقتهم وقدرتهم على تأدية المهام المخوّلة لهم حتى لا ينسوا أنفسهم بحكم الضّغوط اليومية، معتقدين بأنّهم في منأى عن الأمراض المزمنة خاصة النّاجمة عن الارتباط اللاّشعوري بالعمل اليومي دون مراعاة الآثار المترتّبة عن ذلك، فكم من شخص تلقّى تقريره من طبيب العمل بعد مطالبته بالتّحاليل ليكتشف إثر ذلك بأنه مصاب، بدون أن يكون على علم بذلك من قبل جرّاء عدة عوامل واقعية تلازمه في يومياته، كرفضه زيارة عيادة طبيب أو عرض نفسه على خيارات أخرى متاحة له بالرغم من شعوره بآلام في أماكن معيّنة من جسمه، هذا التّهاون هو الذي يؤدّي أحيانا إلى ما لا يحمد عقباه، وفي تلك اللّحظات فإنّ النّدم لا ينفع، يضاف إلى كل هذا حوادث العمل.
وانطلاقا من هذا التّشخيص، بادرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتّهيئة العمرانية، بفتح هذا الملف الحسّاس والشّائك، شعورا منها بالقيمة المضافة للمورد البشري على المستوى المحلي في ترقية الأداء النّوعي للخدمة العمومية تماشيا مع خارطة الطّريق المتّبعة في هذا الشّأن، في غضون الآجال القريبة القادمة (التّقسيم الإداري، الرّقمنة، التّشريع الجديد...)، كل هذه المنظومة تتطلّب حضورا نفسيا لائقا لمرافقة هذه النّقلة في إدارة ثابتة ومتحكّم فيها في علاقتها مع الآخر.
وفي هذا الإطار، ثمّن السيد وعيل محمد، رئيس الدراسات بالمقاطعة الإدارية للروبية مبادرة الوزارة الوصية الرامية إلى ترجمة كافة الخدمات المتعلّقة بحماية عمّال وموظفي القطاع من التبعات الجسدية والنّفسية النّاجمة عن النشاط اليومي الدؤوب مع تحسين الوسط المهني بإقامة ووضع التّرتيبات الوقائية، بتعزيز ذلك بالجانبين التّرفيهي والرياضي.
ولا يتوقّف الأمر عند هذا الحد حسب وعيل، بل أنّ أولى المساعي المطلوبة هو الكشف المبكر عن الأمراض ومتابعة العلاج في الوقت المناسب يكون ذلك عبر آليات مباشرة، كإبرام الاتفاقيات مع الجهات المعنية في القطاع الصحي.
وهذه المبادرة التّحسيسية والإعلامية تفتح آفاقا واعدة بالنسبة للعمّال والموظّفين من أجل التمسك بهذا المكسب الاجتماعي للاستفادة من الخدمات المقترحة في هذا الإطار، سواء منها الصحية أو النفسية، وهذا هو انشغال الجهات التي بادرت بهذا الهيكل المركزي للنّشاط الاجتماعي وبأبعاده الرياضية والثقافية والترفيهية، الذي تمّ تزويده بتصوّر جديد من ناحية الهيكلة المادية والبشرية مدعّم بخلية إصغاء للموظفين وذوي الحقوق يكون مستقلاّ بذاته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024