القصابون يغلقون محلاتهم قبل مرور المفتشين
شنّت مصالح مفتشية البيطرة لولاية سيدي بلعباس بالتنسيق مع عديد الهيئات حملة واسعة لمراقبة نشاط القصابات في ظلّ الإستفحال الكبير لظاهرة الذبح غير الشرعي، حيث تمكّنت ذات المصلحة في آخر خرجاتها من حجز قنطار من اللحوم غير المختومة الناتجة عن عمليات الذبح غير الشرعي.
إستهدفت حملة المراقبة التي باشرتها مصالح البيطرة في مرحلتها الأولى بلديتي لمطار وسيدي لحسن بعد إستفحال ظاهرة الذبح غير الشرعي بهذه المناطق، حيث كشفت فايزة ضيافي مفتشة بيطرية رئيسية أنه تمّ إرسال فرقتي تفتيش أين قامت الفرقة الأولى بتفتيش 3 قصابات على مستوى بلدية لمطار وتمكّنت من حجز قرابة نصف قنطار من اللحوم الحمراء الناتجة عن عمليات الذبح غير الشرعي، غير الحاملة للختم البيطري والصالحة للإستهلاك، و10 كلغ من اللحوم الحمراء من نفس المصدر لكنها غير صالحة للإستهلاك البشري، ناهيك عن 20 كلغ من أحشاء الغنم المجمدة وغير الصالحة للإستهلاك والتي أثبتت المعاينة الميدانية وجود أمراض طفيلية والكيس المائي بها.
هذا وقامت الفرقة الثانية بتفتيش قصابات ببلدية سيدي لحسن وتمكّنت من حجز 3 كلغ من الكبد المجمد المنتهي الصلاحية، 10كلغ من اللحم المفروم وبقايا لحم مجمد غير صالح للإستهلاك و8 كلغ ما بين أحشاء دجاج وأحشاء غنم مجمدة غير صالحة للإستهلاك، وفور حجز اللحوم الصالحة للإستهلاك تمّ تحويلها إلى مركز النعمة للأطفال المعاقين ذهنيا فيما تمّ إتلاف اللحوم المحجوزة الفاسدة، وأضافت ذات المتحدثة أن معظم القصابات المتواجدة على مستوى البلديتين أغلقت أبوابها مباشرة بعد إخطارها بوجود فرق المراقبة تهربا من عمليات التفتيش وهو ما يعرقل السير الحسن لحملة التفتيش.
وفي سياق متصل، لم يؤثر هاجس الحمى القلاعية وطاعون صغار المجترات على نشاط تجارة اللحوم الحمراء بالقصابات بولاية سيدي بلعباس رغم العزوف النسبي على إستهلاك هذا النوع من اللحوم، حيث لم يبد المستهلكون تخوفات إزاء اللحوم الحمراء. ومن جهتهم أكد أصحاب القصابات أن النشاط شهد تراجعا نسبيا رغم أن اللحوم مصادق عليها من طرف بياطرة المذابح، حيث قفزت أسعار لحم الغنم الطازج منذ حوالي أسبوعين لتسجل زيادة قدرت بـ20 بالمائة وهي الزيادة التي أرجعها التجار إلى الانتشار الواسع لطاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية ونفوق عدد كبير من المواشي قارب 400 رأس، فضلا عن غلق سوق الماشية المحاذي للمنطقة الصناعية، كما ارتفعت أيضا أسعار لحوم الأغنام بالجملة لتصل إلى 1250 دينار للكيلوغرام الواحد بعد أن كانت لا تتجاوز 950 دينار إلى 1000 دينار كأقصى حدّ مع تراجع نسبة الفائدة من 15 إلى 5 بالمائة حسب الممونين بسبب تداعيات الأزمة التي كان سببها غلق الأسواق وإرتفاع أسعار الماشية لدى الموالين الذين تضرّروا بشكل مباشر من الأمراض التي باتت تهدّد الأغنام في ظلّ تأخر وصول اللقاحات وما قابله من ارتفاع للطلب على رؤوس الغنم تجنبا للندرة مستقبلا، ما دفع الموالين إلى زيادة 10 بالمائة في سعر الماشية.