حتى لا ينسوا الوعود..

جمال أوكيلي

في غمرة الاحتفال باليوم الوطني للبلديات لا يجب أن ينسى المنتخبون الوعود التي قطعوها على أنفسهم من أجل البقاء أوفياء لكل من منحهم ثقته فيهم، والالتزام بتلك الحزمة من المشاريع المسجّلة في برامجهم الموزّعة في شكل مطويات على جموع الناس التواقين إلى رؤية الفضاءات التي يعيشون فيها طرأ عليها التّغيير الذي لطالما حلموا به وآمنوا به.

اليوم، لم يمر على تولي هؤلاء المسؤولية إلاّ سنة ونيف، وعليه فإن فترة الترقب والتعارف والتغيير انتهت بصفة رسمية، ولا يوجد أي عذر أمامهم لإيجاد الحجج الواهية ما فتئ البعض يلوح بها مفادها “ما نعرفش النّاس” و«ما نسينيي والو”، أي لا يثق في أي كان، ولا يمضي أي وثيقة تودع على مكتبه.
هذا “التّحفظ الإداري” زال كليّا وتبدّد في ذهنية كل من كان يحمله مسبّبا له متاعب نفسية وتداعيات أخرى في مسيرته المهنية، وعليه فإنّ العودة أو الحضور سيكون في مقام التعهدات المعلنة قبيل خوض المعترك الانتخابي في ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧، لأن ذلك المرشّح كان وجها لوجه مع المواطن، طالبا منه صوته ليحسّن له أحوال معيشته أو بالأحرى واقعه وفق الامكانيات المتاحة.
الخطاب المتوجّه حاليا إلى المنتخبين المحليّين قد يحرجهم أو يزعجهم من باب أنّه يطلب منهم بذل المزيد من الجهد في تحسين أداء المرفق العمومي، وترقية الشّباك الإلكتروني والبحث عن مصادر دخل أخرى، وتثمين الأملاك المحلية قد يرى هذا كثيرا عليه ولا يسيتطيع مرافقة هذه الوتيرة إذا ما ألقى نظرة على المورد البشري الذي أمامه ويراه يوميا لا يقدر على هذه المهام الجديدة المكلّف بها.
وهذا هو التّصوّر المستقبلي لما تريده الجهات المسؤولة لاحقا، أي الانتقال بالبلدية إلى مستوى آخر يترجم السياسة المحلية في هذا الشّأن، ويجعلها أكثر ارتباطا بالمواطن في التكفل بانشغالاته، هذا يعني بأن ما وعد به المنتخبون المحليّون لا يتناقض مع هذا التوجه، بل يدعّمه في هذا المسار ولا ينسيه ما شدّد عليه فيما سبق، خاصة ما يتعلق بالتّواصل بين الطّرفين.
وهذه حجر الزّاوية ومربط الفرس، اليوم هناك نقص ملحوظ في هذا الجانب المتعلّق بالاتّصال، البعض من مصالح البلديات لا ترد على شكاوي المواطنين المتعلّقة بالنّظافة، ترميم العمارات، إصلاح الشّرفات، تهاون المقاولين، الحظائر العشوائية، قنوات الصّرف الصحي، وغيرها من القضايا اليومية في المناطق النّائية كذلك، وكأن الأمر لا يعنيها - للأسف - لا يتحرّك أصحابها من مكاتبهم ممّا عطّل كثيرا مصالح النّاس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024