تواصل «جريدة الشعب» الخرجات الميدانية للقرى والمناطق النائية بولاية تيارت، ووجهتنا هذه المرة كانت قرية قاسم لحداب بعين الذهب بالجهة الجنوبية الشرقية، لا تبعد عن مقر البلدية عين الذهب سوى بكيلومتر واحد، لكنها لم تستفد من مشاريع حسب السكان الذين التقيناهم وأول انشغالهم هو غاز المدينة.
كون المنطقة تمتاز ببرودة شديدة ويكلف جلب قارورة غاز البوتان اكثر من400 دينار على طريق شبه معبدة، لمن يملك سيارة، غير أن المواطنين الذين يتنقلون عن طريق سيارات «الكلونديستان» يتكبّدون مشقة ولا سيما أثناء فصل الشتاء، وحسب السكان فإنهم اتصلوا مرارا بالسلطات المحلية المتمثلة في المجلس البلدي لكن مراسلاتهم واتصالاتهم لم تلق الصدى الايجابي، غير ان والي الولاية خلال زيارته للمنطقة وجد حلا واقترح تموين المشروع بنصف المبلغ على ان يتولى المجلس البلدي بإضافة النصف الثاني.
حاولنا الاتصال بالسيد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عين الذهب هاتفيا ونحن بقرية قاسم لحداب للاجابة على انشغال السكان، لكنه لم يجب علينا كونه ـ كما قال ـ انه في مهمة لمعاينة المشاريع خارج مقر البلدية، غير ان احد ممثلي الولاية بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية تيارت السيد عوينات نصر اجابنا بتصريح مفاده موافقة والي الولاية السيد بن تواتي عبد السلام على تموين المشروع بنصف المبلغ على ان تتحمّل البلدية بقية المصاريف. اضاف احد السكان بالقرية انه كل ما تحلّ انتخابات محلية يتعهد المترشحون بجلب الغاز للقرية لكنها تبقى وعودا حسب المواطنين، فإن جل السكان مصابين بداء امراض المفاصل بسبب البرد القارس.
مواطنو القرية يشتكون من مصب المياه المستعملة، حيث توجد قناة لتصريف المياه مهترئة ويعاني السكان من الروائح والاضرار التي تخلّفها المياه التي تنطلق من قناة مكسرة وتشكل خطرا صحيا على المواطنين والاطفال، لا سيما خلال فصل الحر وقد اشتكى المواطنون للسلطات المحلية عن المشكل وطمأنوهم عن تسجيل مشروع لقنوات الصرف الصحي، لكن الأمر بقي على حاله، وحسب سكان القرية دائما فإن القناة الرئيسية للماء الشروب اصابها عطب بالقرب من قناة الصرف الصحي، مما ادى الى حرمان المواطنين من الماء الشروب لمدة شهرين متتاليين قبل استدراك الأمر واصلاح قناة الماء.
للإشارة، القرية بها مرافق تعمل بجدية كقاعة العلاج التي تقدّم خدمات الاسعافات الأولية وتحتاج الى طبيب مداوم أو طبيب يزور القرية اسبوعيا للكشف الصحي، وبالقرية مدرسة ابتدائية تحوي جميع التلاميذ وبها نتائج جيدة يتحصل عليها التلاميذ بسبب مثابرة الاساتذة والإدارة ومطعم مدرسي يقدم وجبات ساخنة لجميع التلاميذ تحت اشراف دوري لمديرية التربية ومفتشي المقاطعة، وقد استحسن السكان دور هذه المدرسة التي يشيدون بطاقمه التربوية والاداري. نشير ان القرية بها مسجد في طريق الانجاز وصل الى مرحلة متقدمة تكفل ببنائه مواطن من المنطقة متواجد خارج الوطن.
المواطنون بهذه القرية يشتكون مشكل تسوية عقارات مساكنهم لكون القرية أنشئت منذ سنة 1987، ورغم مراسلة السلطات لايجاد حل للمشكل، إلا أن الرد عليها يبقى بدون ردود، وعن انابيب المياه الصالحة للشرب قال السكان انها تعود الى ثمانينات القرن الماضي وتحتاج الى تجديد وقد سمع السكان من جهات غير رسمية ان القرية استفادت من بئر عميقة لتزويد السكان بالماء، ويضيف احد المواطنين ان القرية بحاجة الى توسعة عمرانية لكونها تملك عقارا لم يستغل والمواطنين بحاجة الى سكنات.