أرجع بعض الفلاحين التأخر المسجل في حملة الحرث والبذر بسيدي بلعباس إلى جملة المشاكل التي وقفت عائقا أمام حصولهم على القرض الرفيق الذي يعوّل عليه الفلاحون كثيرا لإقتناء الحبوب، الأسمدة وكراء بعض الآلات الفلاحية المستعملة في حملة الحرث والبذر.
إشتكى عدد من فلاحي سيدي بلعباس الناشطين في شعبة الحبوب من الصعوبات التي تواجههم في الحصول على القرض الرفيق وهو ما تسبّب ـ حسبهم ـ في تأخر عمليات الحرث والبذر التي يوشك وقتها على الإنتهاء، ما دفع بهم إلى تدارك التأخر بالإعتماد على الطرق التقليدية لعدم توّفر الإمكانيات المالية التي تسمح لهم باقتناء آلة البذر أو كرائها، وهي الآلة التي تسهل عملية البذر وتضمن انتشار البذور بشكل متجانس في مستوى واحد من العمق، كما أنها تمنع ضياع حبات البذور، ما يؤدي إلى جني مردود جيد وقت جني المحصول في حال تقيد الفلاح بالمسار التقني وكانت المغياثية منتظمة وبالقدر الكافي. هذا ولا يزال عدد كبير من الفلاحين متمسّك بالطرق التقليدية، خاصة أن موسم الحرث الذي انطلق شهر أكتوبر ونوفمبر شهد تساقط كميات معتبرة من الأمطار بلغت 153 ملم الأمر الذي سهّل من مهمة الفلاحين على الرغم من غياب الإمكانيات الحديثة التي تختصر الوقت والتكلفة وتضمن مردود وافرا .
للإشارة، إن مديرية المصالح الفلاحية أحصت وإلى غاية بداية الشهر الجاري زرع مساحة 53 ألف هكتار فقط من أصل 182 ألف هكتار المساحة الإجمالية المتوقع بلوغها، على أن تتضاعف المساحة قبل نهاية السنة بعد تدارك التأخر من قبل الفلاحين، وفي ذات السياق تتوقّع المصالح الفلاحية جني ما يفوق 1 مليون قنطار من الحبوب بمختلف أنواعها خلال الموسم الفلاحي الجديد، خاصة وأن الموسم الماضي مكّن من تحقيق إنتاج قياسي بلغ 2 مليون و300 ألف قنطار.
وفي ذات السياق، دعت المفتشية الولائية للبيطرة بسيدي بلعباس كافة الفلاحين إلى تلقيح رؤوس أبقارهم ضد الحمى القلاعية، حيث شملت العملية في مرحلتها الأولى قرابة 9 آلاف رأس من الأبقار بعد حصولها على حصة 30 ألف جرعة لقاح وهي النسبة التي لم ترق إلى الهدف المرجو والمقدر بتلقيح 23 ألف رأس، كما تمّ توفير حوالي 5 آلاف جرعة ستخصّص للمواشي التي تدخل إقليم الولاية. وبالموازاة تمّ أيضا تلقيح 7316 رأس من الأبقار ضد داء الكلب.