إستغرب الفلاحون بولاية عين الدفلى الإرتفاع الجنوني لأسعار بذور البطاطا التي فاقت كل التوقعات، مما جعلهم يواجهون صعوبات في شرائها ومباشرة عملية الغرس للموسم الفلاحي الخاص بهذا المنتوج الذي طالب بشأنه ممثلو هذه الشعبة، بما فيها رئيس الغرفة واتحاد الفلاحين والمجلس المهني بتدخل الجهات المركزية لرفع الغبن.
التجار المستوردون يفرضون منطقهم
بالنظر الى تصريحاتهم الناقمة عن الوضع الذي يواجهونه، عشية الإنطلاق في غرس المنتوج بعد أن تمت عمليات تهيئة التربة وإقتناء الأسمدة ودفع مستحقات الأرض لأصحابها ومع شراء الأدوية ودفع فاتورة استهلاك مياه السقي للمصالح المعنية بخميس مليانة، تفاجأ هؤلاء بأسعار خيالية للبذور المستوردة التي تراوحت بين 170و180د.ج للكيلوغرام الواحد، وهو ما صدمهم في الوقت الراهن بعد كل هذه المصاريف، التي قال عنها الأمين العام لإتحاد الفلاحي ورئيس الغرفة الفلاحية ومسؤول المجلس المهني للشعبة أنها لاتخدم الفلاحين الذين تفاجأوا بهذه الاسعار الجنونية التي يفرضها المستوردون في وقت قفز سعرها من 80د.ج وهو المبلغ الحقيقي إلى سعر 180د.ج ، الأمر الذي جعل هؤلاء عاجزين عن إقتناء هذه المادة في الظروف الراهنة الحرجة، يقول الفلاحون الذين احتجوا في وقت سابق أمام إدارة القطاع بهدف إبلاغ انشغالاتهم للجهات المركزية التي طالبوها بالتحرك الإستعجالي.
كما حاولوا من ناحية أخرى، تقديم المبلغ الإجمالي الذي يكلفهم زرع هكتار من بذور البطالة لحد الساعة، والذي حصروه ما بين 120و130مليون سنتيما للهكتار الواحد، بالسعر الذي يفرضه التجار المستوردون لبذور البطاطا، يقول المتدخلون، في انتاج البطاطا بعين الدفلى التي تعد من أكبر الولايات انتاجا لهذه المادة الاستراتيجية لدى وزارة الفلاحة.
من جهة أخرى، لم يغفل الفلاحون ما قدمته الدولة لهم من دعم للنهوض بالقطاع، لكن متقلبات السوق أهلتكتهم وصارت تهدد البرنامج المخصص لمنتوج البطاطا الذي اعتمدته الوزارة ضمن سياستها الفلاحية. وخوفا على عدم تحقيق هذه الأرقام وكذا توسيع المساحات الفلاحية بخصوص هذا المنتوج، يناشد المنتجون المهنيون السلطات العليا بالتدخل للتخفيف في أسعار البذور إلى حدود 80د.ج وكذا التخفيف في أسعار الكهرباء والمازوت والأدوية والأسمدة مع إعفائهم من الضرائب على غرار ما هو جار بالولايات الأخرى، يقول محدثونا من ممثلي الفلاحين الذين إلتقينا بهم أمام إدارة القطاع التي فتحت باب الحوار مع الفلاحين، كونهم اللاعبين الحقيقيين في انتاج هذه المادة بالولاية التي حققت هذه السنوات، بحسب مدير الفلاحة، مخطار بوعبدلي، نتائج باهرة،فإن بقاء سوق البذور، كما هي عليه، هذه الأيام من خلال أسعارها التي وصلت إلى حد 170د.ج للكيلوغرام الواحد يفرض عليهم عدم مباشرة عملية الغرس، خلال هذا الموسم المعروف بالإستهلاك الواسع لهذه المادة التي يزداد عليها الطلب، خلال فصل الصيف، يقول المنتجون الذين حملوا جمعية منتجي البطاطا والغرفة الفلاحية ومديرية المصالح الفلاحية واتحاد الفلاحين والمجلس المهني المشترك بالتدخل لدى الوزارة المعنية من أجل التخفيض في سعر البذور المستوردة التي فاقت أسعارها كل التوقعات، حيث اعتادوا على سعرها المرجعي بين 70و80د.ج للكيلوغرام الواحد في الأسواق الوطنية وعند دخولها الموانئ .
في سياق هذا الغلاء الفاحش للبذور، فإن إمكانيات الفلاحين تظل محدودة وغير قادرة على المغامرة يشير هؤلاء، كون الأسعار مرتفعة ولاتمكن من زرع كل المساحات المبرمجة ضمن المخطط الوطني للوزارة في هذه المادة الإستراتيجية التي تنتزع فيها عين الدفلى موقع الريادة من حيث المنتوج، يقول المحتجون الذين تجمعوا أمام مديرية القطاع بالولاية، نهاية الأسبوع، لنقل انشغالاتهم للسلطات العليا للحفاظ على انتاج هذه المادة الضرورية من الجهة وتوفيرها للمستهلك بأسعار معقولة .