تعيش كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو حالة احتقان كبيرة منذ انطلاق الموسم الجامعي الجديد، الذي لم يكن أفضل من سابقيه بالنظر إلى الإحتجاجات المتكررة من قبل الطلبة، الذين أغلقوا مداخل الأقسام والمدرجات منذ أزيد من أسبوعين تنديدا بظروف التمدرس والمشاكل الإدارية والبيداغوجية الكثيرة، التي لا تزال تطبع هذا القطب الجديد منذ افتتاحه، وانسداد قنوات التواصل بين الأطراف الفاعلة.
مشاكل عديدة ومتراكمة من سنة إلى أخرى تتعايش معها الكلية خلال كل موسم بحسب بعض الطلبة الذين تحدّثوا لـ «الشعب»، دون أن تلقى طريقها إلى الحل الجذري والتسوية من أجل توفير مناخ ملائم للطلبة والتفرغ للتحصيل العلمي، لكن ووفق مصادرنا «فإنّ التسيير الإداري الناجم عن شبه الفراغ في التأطير الذي تعاني منه الكلية يشكل المحور الأساسي الذي تدور حوله كل هذه الانشغالات من قبل الطلبة، حيث لا تزال أغلب الأقسام تسير بالتكليف المؤقت، ناهيك عن الصعوبات التي يتلقاها طلبة الكلية في رزنامة التدريس نتيجة قلة عدد القاعات والمدرجات، ما دفع بالإدارة إلى تثبيت الدراسة يوم السبت، وهو الأمر الذي زادا من حدة الاحتقان»، ومشاكل أخرى مختلفة يتحجّج بها الطلبة كغياب قنوات التواصل مع الإدارة، التأخر في إعلان النتائج والمداولات السداسية والسنوية، تدعيم متطلبات الأمن داخل أقسم الكلية وخارجها، أزمة النقل الجامعي، نقص المراجع العلمية ومطالب كثيرة تهدد باستمرار حالة الانسداد المتواصلة قبل أيام قليلة من العطلة.
هذه الوضعية المهتزّة داخل الكلية المتكررة دوريا عكست بظلالها على الطاقم البيداغوجي، الذين سئموا من حالة التأخر في إنهاء البرنامج السنوي للمقاييس وهو ما دفعهم لتنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بالأوضاع المزرية التي تعرفها مختلف الأقسام والترقب الواضح من قبل العمادة ورئاسة الجامعة في اتخاذ الإجراءات المناسبة لترتيب البيت، وضبط الشأن الإداري بمزيد من الصرامة من أجل إعادة الهيبة والمكانة العلمية والبيداغوجية للكلية ولجامعة مولود معمري العريقة، التي تمثل أحد الأقطاب الجامعية المعروفة وطنيا ودوليا من حيث المستوى والانضباط البيداغوجي.
في الأخير يمكن القول أن الحالة المزرية للكلية التي أصبحت مرجعا لظاهرة الاحتجاجات بجامعة تيزي وزو المتكررة أحيانا بمطالب بيداغوجية فعلية يعاني منها الطلبة، وأحيانا أخرى كثيرة مفتعلة تحت شعار «مطالب حق أريد بها باطل» للضغط على الإدارة من اجل أغراض لا تخدم الطالب، وهذا في إشارة إلى الدور الذي يقوم بهم ممثلو الطلبة في تحريك مثل هذه الإحتجاجات، وأحيانا بحسب تصريح عدد منهم يتم اللجوء إلى غلق مداخل الأقسام من قبل عدد قليل من الطلبة لأسباب غير مؤسسة كتأجيل الامتحانات، والتماطل في انطلاق السداسي الثاني إلى ما بعد عطلة الربيع ربحا للوقت وتقليص عدد ساعات البرنامج إلى الحد الأدنى، وكلها ظروف لا تخدم العملية البيداغوجية، وتزيد من تراجع مستوى الطالب الجزائري.