لا يزال الطريق الوطني رقم 12 الحيوي الرابط بين العاصمة وولاية تيزي وزو مرورا بولاية بومرداس باتجاه البويرة وولايات شرق الوطن يغرق في ظلام دامس منذ سنوات رغم الدعاوي المتكررة من السائقين والمسافرين، الذين كثيرا ما اشتكوا من خطورة هذا المحور ليلا خاصة في المقطع الرابط بين تيجلابين حتى بلدية الناصرية وتادمايت.
أعمدة منصبة بلا إنارة بعد مرور أكثر من سنة ونصف على انجازها انطلاقا من بلدية الثنية مرورا بسي مصطفى عبر الطريق الاجتنابي في اتجاه برج منايل والناصرية، هي أسئلة كثيرا ما تردّدت بين مستعملي هذا الطريق كثيف الحركة، الذي يعرف يوميا حوادث مرور في بعض النقاط السوداء، منها منطقة شندر وبالأخص هذه الأيام مع بداية فصل الشتاء وتساقط الأمطار التي تجعل الرؤية ضعيفة وصعبة ليلا وحتى في فترة الزحمة صباحا، حيث تتدفق وتتزاحم عشرات المركبات من حافلات وشاحنات الوزن الثقيل على هذا المحور باتجاه بلديات الرغاية، الرويبة والعاصمة وأخرى تشق طريقها عبر الطريق الاجتنابي بودواو - زرالدة ناحية البليدة وولايات الغرب، ناهيك عن خطر الظهور المفاجئ للحيوانات البرية على سائقي المركبات.
اللافت أن المشروع الذي استهلك الملايير لتنصيب الأعمدة والمصابيح الكهربائية لإنارة الطريق، يبقى إلى حد الساعة دون تشغيل بعد كل هذه الفترة رغم الحديث المتكرر من قبل السلطات الولائية والمحلية على ضرورة توسيع الإنارة العمومية عبر الطرق والفضاءات العامة لتسهيل حركة المرور وتجنب الحوادث المؤسفة، وحتى بعض الأعمال الإجرامية التي يقع ضحيتها أحيانا أصحاب المركبات والشاحنات المحملة بالسلع من طرف مجرمين في نقاط معروفة منها جسر برج منايل قبل فتح محطة السكة الحديدية الجديدة، وهذا أثناء الازدحام أو توقف حركة المرور باستغلال عامل الظلمة.
وعليه يأمل المسافرون أن تتحرّك السّلطات المعنية سريعا لتشغيل شبكة الإنارة العمومية بهذا المحور وتوسيعها في المقاطع المتبقية، ولم لا بعض الطرق الولائية الرئيسية على غرار الطريق الولائي الرابط بين الناصرية وبغلية، وطرقات وطنية أخرى حيوية لا تزال إلى اليوم بدون إنارة، منها الطريق الوطني رقم 24 الساحلي والطريق الوطني رقم 25 باتجاه ولاية تيزي وزو، في حين تبقى طرق البلدية خارج التصنيف وحظّها كحظ الأحياء والقرى الغارقة في الظلام.