حديقة البريد المركزي عرضة للإهمال

رمي عشوائي لمخلّفات المواد الغذائية والبلاستيكية

العاصمة: أسيا مني

تشهد حديقة البريد المركزي في الآونة الأخيرة نوعا من التدهور نتيجة انتشار النفايات على ممراتها جراء الرمي العشوائي لمخلفات الأكل وعلب السجائر والكؤوس البلاستيكية التي شوّهت المنظر العام لها، وأساءت لأجمل فضاء يحمل بعدا حضاريا بقلب عاصمة البلاد باعتباره مجاورا لأكبر متحف بريدي.

  بالرغم من الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات المحلية لمختلف الحدائق الواقعة بالعاصمة خاصة المتواجدة منها بالجزائر الوسطى بالنظر إلى ميزتها السياحية، والتوافد الكبير للمواطنين عليها على غرار حديقة صوفيا التي عرفت إعادة تهيئة جعلتها قطبا عائليا بامتياز بعدما  كانت مرتعا للمتشردين هاهي اليوم حاضرة شأنها شأن العديد من الحدائق التي رد اليها الاعتبار بعد إعادة تهيئتها وفرض حراسة بها لمنع أي عمل مخل بها وجعلها مقصدا للعائلات.  
غير أن بعض السلوكيات اللاّحضارية غير المسؤولة من طرف بعض الأشخاص ماتزال تسيء لهذه الأماكن ذات البعد الطبيعي على غرار ما يحدث ليوم بالحديقة المجاورة للبريد المركزي، حيث باتت تعرف حالة كارثية رغم الاهتمام الواسع بمنظرها الجمالي من طرف السلطات المحلية.            
 فما إن ينتهي عمال النظافة من تنقيتها حتى تجدها قد امتلأت مجدّدا بالقارورات والكؤوس البلاستيكية والأكياس الورقية، حديقة بساحة واسعة قبلة للوافدين إلى عاصمة البلاد، ويتخذ باعة الزهور مكانا لهم بها متوزّعين في أكشاك صغيرة أو عبر مساحات متساوية يعرضون عبرها مختلف النباتات والأزهار، ما يعطي للمكان منظرا متناسق الالوان تضفي متعة وآخرون يفترشون أرضها لعرض كتب أدبية وتاريخية تحمل في طياتها تاريخ مختلف العصور والحضارات، باسطين بذلك سجادة مزكرشة بمختلف الالوان يجد فيها الكهول والنساء والاطفال راحة كبيرة هربا من زحمة المدينة، في حين تشكّل صورة حضارية للعديد من الزوار والسياح الأجانب لأخذ صور تذكارية جميلة من عاصمة الجزائر البيضاء.     
 وانطلاقا من البعد السياحي الهام الذي تزخر به هذه الحديقة، ناشد العديد من المواطنين الغيورين علي هذا الوطن بضرورة تحلي المواطن بالسلوك الحضاري للمحافظة علي جمال ونظافة الساحة التي تشكل ليوم قبلة ومقصد العديد من السياح الاجانب اللذين لايغادرون الجزائر قبل ان يزوروا البريد المركزي ويتجولوا في ساحة الحديقة المجاورة لها.   
وفي هذا الاطار ناشد محدثونا ممّن التقتهم «الشعب» على مستوى هذه الحديقة للامتناع عن الرمي العشوائي للنفايات، والتقيد برميها داخل الحاويات المخصصة لذلك احتراما للمكان الذي تزخر به من جهة وكذا باعتباره مقصدا للعديد من الاشخاص بمختلف أعمارهم، الذين يفضلون قضاء بعض الوقت من الراحة والإسترخاء بعيدا عن زحمة السيارات التي تطبع جو المدينة، حيث صادف وأن التقينا عديد المواطنين يجلسون لقراءة كتب أدبية إو تصفح اوراق الجرائد اليومية.     
  كما دعا عدد من المواطنين السلطات المحلية لإيلاء المكان أهمية واهتماما أكبر من خلال المعاينة الآنية لها، ومتابعة السلوكات غير الحضارية ونهي من يقاصدها على عدم رمي بقايا الاكل فيها، ولم لا توعية الأشخاص الذين يتعمّدون رمي نفاياتهم بها مع زيادة عدد الحاويات وتنظيم حملات تحسيسية توعوية للتعريف بأهمية المكان وضرورة المحافظة عليه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024