خصّصت ولاية بجاية، غلافا ماليا قدر بـ 10 ملايير سنيتم من أجل تنظيف وتهيئة الوديان، وبالتالي حماية المدن من خطر الفيضانات، حيث عرفت هذه العملية نسبة إنجاز متقدمة بعدما تمّت عملية التنقية، وإزالة مختلف النفايات البلاستيكية، مخلفات البنايات والحشائش، مع التركيز على توسيع مجارى الوديان.
وبحسب السيد رشيد منصوري نائب رئيس البلدية، «هذه العملية تندرج في إطار تطبيق برنامج استعجالي، يتمثل في تنقية الوديان الكبيرة المارة عبر الشوارع الرئيسية، وذلك من أجل ضمان عدم ركود المياه بالوديان أوتحوّلها إلى مصدر للروائح الكريهة، كما تمّ برمجة عمليات تنقية وتطهير روتينية بهدف تجنب وقوع فيضانات خلال موسم الأمطار، سيما بعد امتلاء الوديان بمختلف النفايات، والتي تشكل هاجس السكان وتزيد من تخوفاتهم بمجرد حلول فصل الشتاء، ووقوع فيضانات ينجر عنها الانسداد الكبير الذي تعرفه قنوات صرف المياه. علما أنّ الأسباب التي تؤدي إلى هذه الفياضانات غياب الثقافة المدنية والعمرانية لدى المواطنين، بالإضافة إلى انتشار المجمعات السكنية بطريقة فوضوية، وإنجاز سكنات محاذية لمجاري الوديان، ناهيك عن نقص صيانة شبكة صرف مياه الأمطار والبالوعات».
هذا، ومن جهتهم ثمّنت العديد من الجمعيات المبادرة التي تقوم بها السلطات المحلية، خاصة مع التدهور الذي طال البيئة والمحيط بسبب النفايات التي تلقى في كلّ مكان. وفي هذا الصدد، يقول السيد عجاي علي من جمعية حماية البيئة، «ننوّه بهذا العمل الكبير التي قامت به مصالح النظافة، حيث تمّ تحديد النقاط السواء لشبكات الصرف والمجاري والبالوعات، التي تتسبّب في حدوث فضيانات كلّ سنة، بعدها تمّ الشروع في عملية التنظيف والتهيئة وفتح المجاري، إلى جانب تنظيف حواف الطرق، ما يسمح بتدفق وجريان عادي لمياه الأمطار، وتفادي حدوث فيضانات. وتزامنا مع العملية قمنا بدعوة السكان للمشاركة في حملات تطوعية لتسريح مجاري صرف مياه الأمطار، وتنظيف المحيط وحماية البيئة مسّت الأحياء والمساحات الخضراء والطرقات».
في سياق ذي صلة، كشف مصدر مسؤول من الديوان الوطني للتطهير، عن تجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية تحسبا لأيّ طارئ، من خلال وضع فرق للتدخل في حالة تأهب، وبالتالي تقوم مباشرة بعملية تنظيف النقاط السوداء بعد سقوط المطر، بالإضافة إلى تسخير فرقة التنظيف الهيدروميكانيكية على مستوى كافة المراكز.
مبادرة طبية خيرية بالمناطق النائية
بادرت جمعية أصدقاء كلية الطب لجامعة بجاية، لقافلة طبية للكشف المبكر بقرية القلعة نايت عباس، وذلك في تخصصات داء السكري، طب العيون، أمراض القلب والشرايين، الطب العام، وارتفاع لضغط الدموي بالمجان، وهي مبادرة خيرية، جاءت بهدف تقديم الأدوية والفحوصات الطبية، لفائدة المواطنين والمرضى مجّانا، وتقريب الأطباء بالسكان القاطنين بالمناطق النائية، خاصة مع نقص الفحوصات المختصة.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور بومختار، «توصّلت الأبحاث والدراسات إلى أن الكشف المبكر في كثير من الأمراض المزمنة مثل السكر، وكذا الأورام السرطانية، تساهم في تفادي حدوث مضاعفات والسرعة في الشفاء وتجنّب حدوث مضاعفات أو خطورة على المريض، حيث قام الأطباء بتقديم عرض توعوي تحسيسي لمختلف الأمراض، وغيرها من النصائح المفيدة والإرشادات اللازمة لتجنب أيّ مضاعفات.
وكمثال، الكشف المبكر عن مرض السكر، يتضمّن نوعان فالأول يظهر لديه أعراض ومنها زيادة في معدلات التبول والعطش ونقص الوزن، ويتوجّب التوجه مباشرة إلى الطبيب والكشف الطبى، أما القسم الثاني لا تظهر فيه الأعراض السابقة، وعليه يتطلّب الكشف الدوري خاصة عند ملاحظة زيادة في الوزن السمنة، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون بالدم، وكذا الذين لديهم تاريخ عائلى لمرض السكر، وممن تتجاوز أعمارهم الـ45 عاما، والسيدات اللواتي لديهن ارتفاع السكر المصاحب للحمل.
وتستلزم هذه الحالات الكشف الدورى والقيام بالفحوصات اللازمة لتشخيص مرض السكر مبكرا، وذلك بهدف تجنّب حدوث المضاعفات الخاصة بمرض السكر، خاصة المضاعفات الخاصة بالقلب، وقصور الشرايين التاجية، ومضاعفات العيون، سيما الانفصال الشبكة، والمضاعفات الخاصة بالكلى، والتي قد تؤدي إلى الفشل الكلوى».
وقد لقيت هذه المبادرة إقبالا ملفتا للسكان، من أجل الكشف والتشخيص المبكر عن الأمراض، حيث توافدوا منذ الساعات الأولى للتقرب من الأطباء المختصين، بغية تشخيص الأمراض في تخصصات داء السكري، طب العيون، أمراض القلب والشرايين، الطب العام، وارتفاع الضغط الدموي، من خلال كشوفات وتحاليل مجانية ستمكن من الكشف المبكر عن الأمراض المحتملة.
