وجد السكان والمنتخبون ببلدية بريرة التي رفض قاطنوها مغادرة مناطقهم الأصلية خلال سنوات التسعينيات أنفسهم عاجزين عن مواجهة ضعف النشاط التنموي ببلديتهم بالرغم من بعض النتائج المحققة في بعض القطاعات التي مازالت بحاجة إلى ضخ دماء جديدة لتدارك الوضع وتحسين ظروف العيش.
وضعية هذه البلدية النائية الواقعة بالجهة الشمالية عن بعد 65كلم من مقر عاصمة الولاية الشلف والمحاذية لحدود ولايتي تيبازة وعين الدفلى جعلت منها منطقة بعيدة عن الأنظار وحتى عن الإهتمامات التنموية بالمقارنة مع البلديات الأخرى خاصة المتواجدة على محور الطريق الوطني رقم 4، يقول محدثونا، من أبناء بلدية بريرة ومداشرها الذين رفضوا النزوح من مناطقهم الأصلية ومغادرة المناطق الجبلية المنعزلة بالولايات الثلاث، يقول سكان المنطقة الذين عادوا إلى نشاطهم ويمتلكون طموحا كبيرا في تطوير الميدان الفلاحي بعد انجاز سد كاف الدير الذي يجمع مناطق 3ولايات، يقول أحمد رفقة زميله مخطار وعيسى، الذين إلتقينا بهم بمنطقة قصور المعروفة بالزراعة البلاستكية.
أما فيما يتعلق بجملة النقائص المسجلة تحدث هؤلاء عن نقائص في التغطية الصحية والطرق المهترئة والطلب المتزايد عن السكن الريفي في بلدية يفوق عدد سكانها 15ألف نسمة، يستقرون فوق عقارات غابية ومساحات تفتقر لعقود ملكية خاصة مما قوض نشاطهم، كما حرم الناحية من تسجيل مشاريع عمومية وخدماتية، ناهيك عن غياب مشاريع استصلاح الأراضي عن طريق الإمتياز بالرغم من حاجة المنطقة لمثل هذه المشاريع، بالإضافة إلى جسر يسهل عملية التنقل لدوار دراوة ومنها إلى المقبرة المجاورة. ولم تنته معاناة هؤلاء بل تعدت إلى نواحي أخرى حصرها السكان في انعدام الكهرباء لدى بعض العائلات وضعف أداء النقل المدرسي بمتوسطة القصور حيث يصل المتمدرسون متأخرين إلى مقاعد الدراسة.
من جهة أخرى، اعترف رئيس البلدية أحمد عطاف بوجود نقائص مسجلة ولم تسلم منها حتى مصالح إدارته التي مازالت بحاجة إلى إطارات إدارية وأعوان مصالح تتعلق بالمسائل التقنية والمتصرفين الإداريين ومسيري المطاعم المدرسية، فمثل هذا النقص يعرقل أداء العمل الإداري خاصة فيما يخص المصالح التقنية، والنقص الذي تم رفعه للجهات المعنية. أما فيما يتعلق بالسكن الريفي فهناك أزيد من ألف طلب خاص بالإعانات الريفية وهذا بالرغم من الحصص التي استفادت منها الناحية لكن يبقى الطلب موجودا لطبيعة المنطقة، أما فيما يتعلق بمشروع إستصلاح الأراضي فقد قدمنا الطلب الى الوالي، كون الناحية قريبة من سد كاف الدير وهوما يسمح بتنشيط القطاع الفلاحي لهؤلاء السكان الذين يمتلكون تجربة رائدة في الميدان الفلاحي من شأنها خلق وتنشيط مجال التشغيل بالمنطقة. أما فيما يتعلق بالكهرباء فقد تم مراسلة سونالغاز للتكفل بالنقص المسجل، خاصة في منطقة زهراوة.