ناشدت نحو 70 عائلة بقرية سيدي سليمان – إقليم بلدية بوحنيفية – السلطات الولائية لمعسكر رفع الغبن عنها جراء معاناتهم الطويلة داخل بيوت قصديرية في محيط سد بوحنيفية لا تتوفر على أدنى شروط العيش، حيث يعتبر أحد المواقع «محتشدا»، يشمل على 48 مستودعا حوّل إلى سكنات لـ 60 عائلة، إلى جانب بنايات هشة موزعة داخل السد وتسكنها 12 عائلة.
قال أحد السكان المشتكين من وضعهم المزري وأزمة السكن الخانقة التي تحاصرهم إلى جانب الوضع الحالي للبنايات الهشة المشغولة، إن العشرات من لجان السكن تزور هذه العائلات اليائسة من وضعها طيلة السنوات والعهدات الانتخابية الماضية، دون أن تثمر زياراتها التفقدية لواقع الحال بفائدة منتظرة في ظل البرامج السكنية التي استفادت منها دائرة بوحنيفية ودون أن تتدخل السلطات لإنقاذ ما يمكن انقاذه من السكان الذين يتخبطون في ظروف اجتماعية صعبة زادت الأمراض التنفسية من حدتها بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة ووضعية البنايات الهشة الآيلة للانهيار، ومضيفا أن بعض السكان حاولوا ترميم سكناتهم وتهيئتها غير أن هشاشة البنايات لا تسمح بدعم الجدران أوترميم الأسقف القرميدية، موضحا أن السلطات المحلية عملت على التسوية الادارية لبعض منها لكن السكان رفضوا هذا الحل لاعتباره حلاً شكليا يترتب عنه إقصائهم من أي حصة سكنية وتمسكوا بخيار الترحيل والتعجيل به، أكثر من ذلك أعرب سكان الموقع عن تذمرهم من عدم فتح ملف هذا الموقع من طرف لجنة السكن للمجلس الشعبي الولائي خلال دورتها العادية المنعقدة مؤخرا وطالبوا بإيلائهم الأهمية والاعتبار.
غير بعيد ففي قرية سيدي سليمان الذي تضم 48 سكنا تشغله 60 عائلة، لا تختلف وضعية معاناة 12 عائلة على مستوى بنايات داخل محيط سد بوحنيفية، بل تزيد حدّة بسبب غياب الإنارة داخل هذه البنايات مما يضطرهم إلى استعمال الشموع ومواقد الفحم في الإنارة، كل ذلك إلى جانب وجود هذه العائلات عرضة للحيوانات المفترسة من ذئاب وخنازير برية كثيرا ما تهاجم أطفالهم من التلاميذ لدى توجههم للالتحاق بمقاعد الدراسة، وفي ذلك يقطع اطفال هذا الموقع السكني مسافة 2 كيلومتر للخروج من محيط سد بوحنيفية نحو قرية سيدي سليمان لاستقلال حافلات النقل المدرسي.
رغم كل محاولات السكان للظفر بسكن لائق يوفر حياة كريمة ويرفع عنهم الجزء القليل من الأمراض التنفسية التي أصابتهم، مازال هؤلاء السكان يواجهون البؤس والمعاناة في انتظار تحقيق وعود المجالس البلدية المنتخبة المتوالية على بلدية بوحنيفية منذ عقود من الزمن، ومن بين تلك الوعود ما صرح به رئيس بلدية بوحنيفية الحالي – احمد طوير- عن اقتراح تخصيص قطعة أرضية بقرية سيدي سليمان من أجل انجاز مجمع سكني من 20 إلى 40 وحدة سكنية ريفية تقضي على الأقل على معاناة هؤلاء المواطنين وعلى أهم النقاط السوداء للسكن بولاية معسكر.