تفاجأ عدد كبير من فلاحي المناطق الداخلية لولاية بجاية لما اكتشفوا وهم مقبلون على التحضير لموسم جني محصول الزيتون، الأضرار التي ألحقتها ذبابة أشجار الزيتون بمحصولهم، فقد اسودت حبّات الزيتون قبل الآوان وتعفّنت وهي لا تزال على الأشجار، ومن ثمّ تساقطت على الأرض جراء إصابتها بهذه الآفة التي تعدّ من أهم أعداء المنتوج.
وفي هذا الصدد يقول السيد عمراني فلاح بصدوق،ووفقا لما صرح به «لما أراد الفلاحون اقتلاع الأعشاب الضارة من تحت أشجار الزيتون التي يملكونها، لاحظوا تغيّر لون حبّات الزيتون التي أصابها التعفن وسقطت من الأغصان بسبب تفشي هذه الذبابة الطفيلية.
وقد أدّت الأمطار التي تهاطلت خلال فصل الربيع الماضي، إلى النموّ الكثيف للأعشاب الضارة تحت الأشجار، ما دفع الفلاحين إلى المباشرة في نزعها باستعمال المجرفة أو شوكة الحشائش، ولكن ولمجرد ما أن شرعوا في ذلك، عاينوا بكل أسف الكمّ الهائل من حبات الزيتون المتعفّنة التي كانت تملأ الأرض، ما يعني أنّ عليهم تنظيف الأرض منها خشية أن تعدي الحبّات المصابة الحبّات السليمة التي لا تزال عالقة في الأغصان، والتي ستتساقط عند نضجها أو أثناء عملية هزّ الأغصان وضربها للحصول على الثّمار».
ومن جهتها وفي نفس السياق، أكّدت المهندسة هانية: «تتغذى ذبابة الزيتون من لب الثّمار وتتكاثر بشكل سريع، وما من شك في أن الظروف المناخية الدافئة والرطبة من أهم العوامل التي تساهم في ظهورها، وبالرغم من كون هذه الحشرة تصيب معظم أصناف الزيتون، إلا أنّه من الجدير الإشارة إلى أنّها تفضّل الأصناف ذات الثّمار الكبيرة التي تتميز بسُمك لبّها.
مشكلة أخرى تحُول دون بلوغ كمية إنتاج مرضية في هذه المنطقة الواقعة غرب ولاية بجاية، تتمثّل في وجود عادة لا تزال قائمة، تُظلّ البعض وتُقيّد البعض الآخر لعدم معرفتهم ما إذا كانت مفيدة أم لا، ويتعلق الأمر بجمع حبّات الزيتون التي تسقط من تلقاء نفسها، حيث أن فلاحي المنطقة لا يباشرون جمع محصول الزيتون الخاص بهم، قبل تاريخ محدّد عادة ما يقارب 28 من شهر أكتوبر، هذا، حتى ولو نضجت حبات الزيتون وبدأت تتساقط لوحدها تحت تأثير الرياح أو الأمطار.
وللإشارة تتوفر ولاية بجاية على أزيد من 50 ألف هكتارا مخصصة لأشجار الزيتون مستغلة، تضم أزيد من 4.5 مليون شجرة زيتون، وهو ما ساهم في تطوير الإنتاج والرفع من المردود، بالإضافة إلى النوعية الجيدة التي تعرفها مختلف المناطق بالولاية، ويبلغ المردود المسجل 19 لترا في القنطار الواحد، وذلك بفضل الآليات الخاصة بالدعم لفائدة الفلاحين، خاصة بالمناطق الجبلية والنائية، حيث استفادوا بمختلف الوسائل والإمكانيات التي تساعدهم على ممارسة هذا النشاط وتوسيع المساحات الزراعية الجبلية.