لا يكفي اليوم ترحيل القاطنين على ضفتي وادي الحميز إلى جهات أخرى بل أن الوضعية البيئية التي يوجد عليها تقلق حقا المسؤولين المحليين، إلى درجة تتطلب تدخلا عاجلا من أجل تنظيفه لتفادي ما يعرف بالأمراض المتنقلة عبر المياه، وكذلك إبعاد كل ما من شأنه تهديد صحة الساكنين في محيطه خاصة أصحاب البنايات التي ما تزال بديكورها الأحمر أي “المواد الحمراء” الآجر.
حاليا ومع التساقطات المطرية الأولى يتزايد ويتناقص منسوبه وجريانه في آن واحد، حاملا معه كل ما يصادفه في طريقه من حجارة وأتربة، ناهيك عن النفايات من كل نوع الصلبة والمرنة التي تلصق في جوانب الوادي ومع تكاثرها تشكل خطرا محدقا بالمكان، قد لا يشعر به الآخرون المنهمكون في أشغالهم اليومية.
لكن بمجرد إلقاء إطلالة على كل زواياه فإنه يلاحظ بأن الوادي امتلأ عن آخره بشتى البقايا القادمة من كل اتجاه لتستقر في الوسط معرقلة سريانه بشكل يؤدي إلى تراكم تلك الفضلات مما يهدد بفيضانه في كل لحظة.
ولا توجد أي مساع في هذا الشأن ونقصد بوادر مشروع في الأفق للتكفل بوادي الحميز، خاصة من الجهة اليمنى أي تحت الجسر الرابط بين الناحيتين التي تبدو الأكثر خطورة نظرا لاتساع المكان وقربه من تلك البناءات.
وقد عبّر العديد من المواطنين عن قلقهم المتزايد تجاه التهديد الذي يلاحق عائلاتهم يوميا، خاصة الأطفال الذين يتوجّهون إلى المدارس وحتى الفئات العمرية الأخرى التي تقيم في هذه الجهة، لذلك لابد من تدابير فورية لإنقاذ هذه الوضعية الناجمة عن هذا الوادي، كل ما في الأمر إعادة تأهيله فقط أي وضع الوسائل الضرورية التي تمنع من تجاوزه إلى الفضاء السكني.