سمح افتتاح موسم الحرث والبذر بولاية تيارت بتنظيم معرض مهم للمنتوجات الفلاحية، يعد مناسبة لتبادل الخبرات والآراء والارشاد الذي جاء به المختصون من جميع بلديات ولاية تيارت سواء مؤطرين أكاديميين أو فلاحين لهم خبرة في مجال التنمية الفلاحية والري والسقي. وخلال حضورنا المعرض تبين أن ولاية تيارت خطت خطوة جبارة في تنمية الفلاحة والارشاد، أدى ذلك إلى اكتساب خبرة مهنية وتأطير جيد للفلاحين الذين يتوافدون دوريا على مديرية المصالح الفلاحية من أجل النصح، وقد أدّت هذه الثقافة الى زيادة معتبرة في الانتاج، والدليل أن ولاية تيارت تصدّرت جميع الولايات في انتاج الحبوب بجميع أنواعها اللين أو الصلب، حيث سجلت تيارت انتاج 5 ملايين قنطار من الحبوب من قبل فلاحيها، وتمّ تجميع 3 ملايين قنطار وسخّرت لذلك جميع الوسائل المادية والبشرية.
المعرض المفتتح من طرف والي الولاية شهد حضور 100 عارض في شتى انواع المنتوجات الفلاحية، ولا سيما الخضر والفواكه حيث تم عرض جميع انواع البطاطا التي تنتج بالولاية كسيدي عبد الرحمان والرشايقة والدحموني ومدريسة وتاخمارت، وقد شهد انتاج البصل هو الاخر قفزة نوعية يتم تسويقه حاليا إلى الولايات المجاورة وولايات الشرق الجزائري، حيث تشكّل الشاحنات طوابير متسلسلة عبر طرقات ولاية تيارت.
منظّمو المعرض أبرزوا دور مثل هذه الملتقيات في تزويد الفلاحين بمبادئ البعد الاستشاري لزيادة المنتوج الذي يساهم في الامن الغذائي الوطني،
وكذا دور الدولة في دعم الفلاح ومرافقته من خلال تشكيل المجالس المهنية المشتركة لترقية الانتاج بأضعاف.
أما إنتاج مادة العدس فقد عرف انتعاشا كبيرا، حيث تم غرس أكثر من 12 الف هكتار من طرف الفلاحين الخواص، وتم جني 70 ألف قنطار وهو يعتبر اكتفاء ذاتيا بالنسبة لولاية تيارت، أما بالنسبة لإنتاج الحمص فقد عبّر الفلاحون عن تخوفهم من زراعته بسبب قلة العتاد المخصّص لجنيه وغرسه.
الفلاحون العارضون للمنتوجات عبّر بعضهم عن امتنانهم للدولة في مرافقتهم ودعمهم، لكن البعض الآخر عبّّر عن احتياجاته لمياه السقي وعدم القدرة على حفر آبار جديدة، والبعض الاخر عبّر عن تأخر تسوية ملفاتهم الادارية الخاصة بالعقارات مما يمكنهم من الاستفادة من الدعم الفلاحي. وقد عبّر ممثل مستثمرة خاصة السيد رافع محمد أن مشكل تسويق الزيوت يشكّل عائقا بالنسبة للمستثمرة التي يمثلها لكونه لا يمتلك شبكة تسويق قانونية، وهو الذي غرس اكثر من 220 هكتار من الزيتون بمعدل 400 شجرة في الهكتار، وقد شهدت المستثمرة أول انتاج لها منذ 5 سنوات، لكن يبقى مشكل التسويق هو العائق الوحيد، وأضاف السيد رافع أنّ مستثمرته تشغّل 50 عاملا دائما و80 عاملا موسميا، وأضاف محدثنا أن مشكل الماء اصبح يشكل تحد للمستثمرة كون أشجار الزيتون تحتاج إلى كميات كبيرة عكس الحبوب التي تعتمد على مياه الأمطار. السيد محمد رافع أكّد أنّ مستثمرته لم تتلق أي دعم مادي رغم أنّه تقدّم بملف سنة 2017، ولا سيما الكهرباء الذي تم جلبه على طول 4 كلم كلّف غاليا.