بين غلاء الأغذية وندرة الأخصائيين
إضافة إلى مشاكلهم المرضية ووضعيتهم الصحية المعقدة، يعيش مرضى السيلياك بمعسكر واقعا مراً بسبب ارتفاع تكاليف التحاليل والأغذية الخاصة بهم مقابل الوضع الاجتماعي القاسي لأغلبيتهم.
فزيادة على تنقلاتهم خارج ولاية معسكر سواء لإجراء تحاليل الدم المكلفة أو الفحوصات الدورية لدى الأطباء الأخصائيين في أمراض الجهاز الهضمي أو أخصائيي التغذية، وإلى جانب النظام الغذائي المجحف والذي يستدعي الالتزام به مدى الحياة، تبقى الأبحاث العلمية للتقليل من أضرار وأثار هذا المرض الأمل الوحيد أمام مرضى السيلياك، كما تتطلع شريحة واسعة من المرضى إلى تصنيف مرض السيلياك ضمن قائمة الأمراض المزمنة لعلّ وعسى يكفل ذلك التخفيف عن جزء من المتاعب التي يلقونها يوميا.
ذكرت عينة من مرضى السيلياك بمعسكر، أنهم حاولوا التهيكل في إطار منظم من خلال إنشاء جمعية محلية تكون منبرا لانشغالاتهم، غير ان ذلك كلّل بالفشل في ظل ما يتطلبه إعداد ملف إنشاء جمعية، زيادة على تشتتهم وعدم ضبط عددهم من طرف مديرية الصحة للولاية.
الأمر الذي أكده مدير الصحة محمد لعامري قائلا، أنه لا يوجد إحصاء دقيق لمرضى السيلياك بمعسكر، موضحا أن هناك العديد من المرضى يجهلون إصابتهم بهذا المرض المعقد والذي غالبا ما يظهر بعد التعرض لحساسية غذائية، مشيرا أن نسبة التعرف على المرض تكون بين الأطفال الرضع أكثر منها لدى البالغين بسبب غياب الثقافة الصحية، وبالنظر للرعاية والمتابعة التي يحظى بها الرضيع من طرف أوليائه. ودعا مدير الصحة بالمناسبة إلى التنسيق بين المرضى واستغلال الإعلام الجواري من أجل تسهيل عملية إنشاء جمعية كخطوة أولى، موضحا أن مصالحه مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة لهؤلاء في شأن إنشاء جمعية خاصة بهم.
ويعد مرض السيلياك ـ حسب المختصين ـ مرض مناعي يعرف كثيرا بمرض الحساسية للقمح نتيجة وجود مادة الغلوتين، ما يتطلب من المصابين به إتباع حمية غذائية قاسية قلما تتبع بسبب غلاء أسعار الأغذية الخالية من الغلوتين، ويصيب المرض البالغين إلى جانب الأطفال في سن حديثة مما يتسبب في فقدان الوزن، عدم النمو بشكل كاف، فقر الدم وهشاشة العظام، حيث ينصح الأطباء باتباع الحمية الغذائية إلى جانب تناول الفيتامينات في ظل عدم توفر علاج ناجع بالأدوية.