تشهد العديد من أحياء بلدية تندوف تذبذباً في التزود بالمياه الصالحة للشرب، في الوقت الذي غابت عن حنفيات المواطنين في أحياء أخرى لأيام متواصلة، هذه الانقطاعات تأتي في الوقت الذي شهدت فيه الولاية تسجيل العديد من العمليات النوعية المتعلقة بقطاع الموارد المائية، وتجند العديد من القطاعات للقضاء على أزمة العطش بتندوف.
استفادت ولاية تندوف من عديد المشاريع الضخمة في قطاع الموارد المائية، إلا أن الكم الهائل من هذه المشاريع ونوعيتها وتوزيعها على التجمعات السكنية مراعاة للكثافة السكانية لم تقضي بشكل نهائي على أزمة العطش ببلدية تندوف، الأمر الذي دفع بأمومن مرموري والي الولاية الى التدخل، وتكليف رئيس الدائرة شخصياً بمتابعة الملف والوقوف عند النقاط السوداء المنتشرة عبر أحياء المدينة بهدف إحصائها والتنسيق مع المصالح التقنية للقضاء عليها، حيث أحصت مديرية الجزائرية للمياه حوالي 574 تدخل لمصالحها التقنية خلال السداسي الأول من السنة الجارية، منها 129 تدخل لفك الانسدادات بأحياء النصر، المستقبل، الرماضين والقصابي، وحوالي 340 تدخل لإصلاح التسربات في كل من بلديتي تندوف وأم العسل، فأزمة العطش التي مست أجزاء واسعة من حي القصابي دفعت بسكان الحي الى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجزائرية للمياه، في حين تتواصل معاناة سكان حي الأمير عبد القادر والرماضين، بسبب تذبذب عملية التزويد بالمياه والتي تسبّبت فيها إحدى آليات الحفر العشوائي.
من جهتهم حمّل سكان حي السلاقة المسؤولية لمديرية الجزائرية للمياه، متّهمين إياها «بالتلاعب» برزنامة ومواعيد استفادة الحي من المياه، والتي تستمر في بعض الأحيان لثلاثة أيام متواصلة.
«الشعب» رافقت عمليات إعادة الاعتبار للشبكة بحي الأمير عبد القادر، والتي تشرف عليها المصلحة التقنية التابعة للجزائرية للمياه والتي استمرت لساعات متأخرة من الليل، أين أكد بوزيان عبد الحق، رئيس دائرة تندوف على تجنيد كل الامكانيات المادية والبشرية من أجل القضاء على النقاط السوداء بالمدينة، وإعادة الاعتبار لكل الشبكات المتضررة، مؤكداً بأن العملية تأتي بمتابعة يومية من طرف والي الولاية من أجل إعادة تزويد المواطنين بالمياه بشكل عادي.
تجدر الاشارة، إلى أن ولاية تندوف قد استفادت من برمجة العديد من العمليات التي من شأنها توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين مع ضمان زيادة في الحجم الساعي في تزود المنطقة من المياه، البرامج التنموية التي تشرف عليها مديرية الموارد المائية بالولاية رصدت لها الدولة غلافاً مالياً معتبراً يعكس مدى اهتمام الدولة بقطاع الموارد المائية بالولاية، في حين تتجه محطة نزع المعدنيات التي تعمل بكامل طاقتها حالياً نحو الاستفادة من مشروع توسعة جديد سيشمل تركيب معدات تصفية حديثة بالمحطة والانتقال بقدرتها الانتاجية من 10500 متر مكعب الى 15 ألف متر مكعب يومياً، في الوقت الذي لا تتعدى فيه الاحتياجات اليومية للمواطنين من المياه سوى 14 ألف متر مكعب، وهو ما أكده بلميلود بابه مدير الموارد المائية بولاية تندوف، والذي أوضح أن ملحق الأشغال تمت المصادقة عليه بالفعل، مؤكداً في الوقت ذاته على الشروع في إنجاز 11 منقب جديد بمنطقة حاسي عبد الله بقدرة إنتاجية تصل الى 260 ل/ثا، وهو ما سيحقق فائضاً في الانتاج مستقبلاً، يضاف الى ذلك انطلاق الأشغال في إنجاز مركب ضخ جديد بمنطقة حاسي عبد الله بسعة 5000 متر مكعب، وإنشاء قناة جلب جديدة تربط محطة الضخ بمحطة نزع المعدنيات على مسافة 23 كلم تعمل على تدعيم القناة القديمة في حال وقوع خلل، كما تدعّمت بلدية تندوف بمشروع إنجاز مركب ضخ بحيي الوفاق والوئام بسعة 5500 متر مكعب، ومشروع تجديد شبكة المياه وسط الأحياء السكنية بعد إحصاء النقاط السوداء، والقضاء عليها تدريجياً بغلاف مالي قدره 20 مليون دينار.