تتميز بلدية بوحمزة بطابعها الزراعي والرعوي، وهي معروفة بجودة منتجاتها الفلاحية وما يزال سكانها المحليون القاطنون بهذه المنطقة الجبلية يقومون بمجهودات حثيثة، قصد إعادة الاعتبار للقطاع الفلاحي بالمنطقة، وإرساء دعائم التنمية الزراعية وخلق مناصب عمل جديدة.
وكعينة تتميّز قرية «تانساوت» باخضرارها الفريد من نوعه، وقد ذاع صيتها بالمنطقة لكونها أحد المزوّدين بالخضر والفواكه المنتجة محليا، حيث يمارس سكانها زراعة تقليدية توارثوها عن الأجداد، وتدعى هذه القرية، بحسب السيد علام فلاح بالمنطقة، بالسّهل الأخضر، يعبرها نهران يتمثلان في كل من نهر بوسلام وآيت حالة، اللذان مكّنا المنطقة من هذه الفرصة غير المسبوقة المتمثلة في ممارسة الفلاحة من دون أية عراقيل، حيث تستدعي هذه الأخيرة كمّا كبيرا من المياه، وعليه فقد سمحت هذه المكاسب المائية بجعل هذه المنطقة الواقعة بالأعالي سهلا أخضرا طوال السنة.
والجدير بالإعجاب أيضا، حسب ذات المتحدث، أن حُبّ سكان قرية «تانساوت» للأرض لا يضعف أبدا رغم كل الظروف، حيث إن العلاقة الحميمة التي تربطهم بها ليست بالحديثة بل هي قائمة منذ أمد بعيد، وفي جميع الأحوال لا تقدر قيمة الأرض في هذه المنطقة بثمن، فالحدائق والمزارع والبساتين متواجدة بكثرة بها، أراض تُهدي الفلاحين الذين يعرفون كل أسرار الفلاحة والذين يخدمون الأرض بكل رفق ومحبة، أفضل الفواكه والخضروات بالمنطقة، بالتالي فليس من الغريب كون الزبائن وتجار الفواكه والخضروات يقصدون المنطقة للتزوّد بالمنتجات الفلاحية.
وعليه، أشار بدوره أحد الزبائن، يزداد الطلب على الفلفل المحلي (إيفلفل نتمورت)، والقرع والطماطم والكوسى والذرة والبطيخ والدلاع والإجاص وغيرها من المنتجات، علما أن عدد الزبائن لا يكف عن الارتفاع، نظرا إلى جودة هذه المنتجات التي لم يتم إخضاعها لأية مواد كميائية تهدف إلى مضاعفة حجمها اصطناعيا، مضيفا أن، قرية «تانساوت» قرية فلاحية بامتياز، تُنتج بها فواكه وخضروات ذات جودة عالية، وقد فهم السكان منذ زمن بعيد أنه ما من مستقبل من دون الفلاحة، حيث أن هذه الأخيرة تمكن من فرص استثنائية هائلة، شريطة العمل بجد، ولا علاقة بين الزراعة المُمارسة في منطقتنا والزراعة المكثفة والصناعية، التي لا تتوافق لا مع الجودة ولا مع الطابع البيولوجي للمحاصيل.
وفي نفس السياق، ينتظر الفلاحون ببلدية بوحمزة الكثير لتنمية المناطق الريفية، ولذلك من خلال برمجة عدة مشاريع تتعلق بإصلاح الأراضي الزراعية، وكذلك فتح المسالك الفلاحية من أجل تسهيل ممارسة نشاطهم في المناطق الجبلية الوعرة، بالإضافة إلى إنجاز مشاريع مختلفة يمكنها أن تساهم في استقرارهم وتطوير الزراعة وتنمية المناطق الجبلية.