ما يزال سكان 750 مسكن بحي سيدي المدني في الشفة، يعانون من التذبذب الحاصل في تزويدهم بمياه الشرب، وقوة التدفق، تسمح لسكان الطوابق العليا بالانتهاء من هذه المادة الحيوية ، وهو ما ولد حالات استياء وتذمر أصبحوا يعيشونها، حتّمت عليهم اللجوء إلى أسواق الصهاريج، لأجل التزود بالمياه، بدل الانتظار أسبوعا كاملا.
فمياه الحنفيات باتت تزورهم مرة كل 5 إلى 6 أيام تقريبا، وإنها في كثير من الأوقات لا ترتفع مقدار طابق أو طابقين، وهو ما يحرم بقية الطوابق العليا من التزود بالماء، تجعل وتفرض على تلك العائلات التزود بمياه الشرب من المقيمين بالطوابق السفلى، كما أنها تأتي في بعض الأيام ملوثة وقد تغير لونها نحو الترابي، الأمر الذي أثار ويثير مخاوفهم من أن تكون ملوثة وغير صحية، خصوصا في هذه الأيام الحارة، وأين عرفت البليدة في بعض أرجائها تسممات غذائية لاستهلاك الماء، وأيضا عودة انتشار لمرض «الكوليرا «، مضيفين بأنهم لطالما اشتكوا أزمتهم، لكنهم في كل مرة يجدون الجواب نفسه، «عليكم بالصبر».
وفي سيدي حماد بمفتاح كشف ممثلون عن السكان، أن أزمة عطش وتذبذب باتوا يعيشونها منذ مدة، على عكس الأحياء الجديدة للمرحلين الوافدين من العاصمة والبليدة، بسبب جفاف خزان حيهم الشعبي، والذي يزود ما لا يقل عن 10 آلاف نسمة، حيث أوضح الممثلون بأن خزانهم ليس فقط جف، بل وضعه كارثي، من حيث ترسب الأتربة التي تجمعت بقاعدته، وانعدام حارس يحميهم من خطر تسميمه، ناهيك عن عدم وجود أقفال وباب تمنع الوصول إلى مياهه.
وبحي أولاد سلطان بقلب البليدة، نادى بعض السكان بتدخل المسؤولين، للاشتباه في مياه الشرب، والتي أصبحت تصلهم وكأن بها رغوة صابون، إلى درجة أنها أصبحت تظهر مثل الحليب، الأمر الذي أخافهم وجعلهم يمتنعون عن استهلاكها.