بعد اكتشافه الجديد الخاص باقتصاد الطاقة الكهربائية على مستوى أعمدة الانارة العمومية بهدف العمل على تعميمه مستقبلا، اكد سوقي عبد الحليم صاحب الاختراع، ان الوزارة الوصية المتمثلة في وزارة الطاقة التي تكلفت بتجسيد المشروع بإحدى بلديات العاصمة كمرحلة أولى، خاصة وان الجهاز متحصل على براءة اختراع عام 2015 مكن من اقتصاد 65 ٪ من الكهرباء خلال فترة التجربة.
حيث تم قبول مرافقة المشروع من قبل الوزارة الوصية، وتكون الخطوة الأولى نموذجية ببلدية الشراقة مع وزارة الطاقة، ومؤسسة سونلغاز، ومؤسسة «ارما» المكلفة بالإنارة العمومية على مستوى العاصمة ويكون مشروعا أنموذجيا، وبعدها يكون تعميم المشروع عبر مختلف بلديات الوطن، يبقى ذلك «على مدى تصنيع الجهاز».
وكان اول تسويق لهذا الاختراع الفريد من نوعه في الجزائر وقد مضى عليه أكثر من أربعة عشر شهرا كاملة على تركيبه في ميناء سكيكدة والحمد لله هو يعمل بشكل ممتاز وبشهادة المسؤولين على مستوى الميناء وسيتم استكمال إجراءات الاستلام النهائية للجهاز المركب وتعميم هذا الجهاز في ميناء سكيكدة بأكمله سيخفض فاتورة الكهرباء بأكثر من 800 مليون سنوياً.
كما ان الاختراع المطبق ميدانيا بالتعاون مع بلدية سيدي مزغيش مند جويلية 2015، على الطريق الولائى للمدينة على مسافة 1.5 كيلومتر مع اقتصاد في فاتورة الكهرباء بنسبة تقارب 70 بالمائة ودون التسبب بالانبهار للسائقين وتخفيض نسبة التلوث بغاز ثاني اكسيد الكربون بـ 70 بالمائة، علما أن كل كيلوواط يستهلك في الإنارة العمومية ينتج تلوث يقدر بـ 109غرام غاز ثاني اكسيد الكربون حسب وكالة (ADEME) الأوروبية»، والجهاز ذو التكلفة البسيطة يساهم - كما أوضح سوقي - في إنقاذ الجزائر من العجز الكبير في الطاقة الكهربائية، «والجهاز يوفر على الجزائر تكاليف 2.5 مليار دولار كاستثمار مباشر، وذلك لوجود حوالي 5 ملايين عمود كهرباء في البلد، وتقدر مدة حياة الجهاز بـ 15 سنة، وتكلفته بسيطة».
كما أن «الجهاز يعمل من خلال تركيبه في مركز تحويل الكهرباء ومن خلاله يتمّ التحكم في الأعمدة الكهربائية الخاصة بالإنارة العمومية، ويعمل بمبدأ الذكاء في استعمال الضوء الذي يقوم على التخفيض في الطاقة بأمان وفقا للمكان والوقت، أي أن المصابيح الكهربائية لا تسير بنفس الطاقة طول الليل وإنما تبدأ الانارة في بداية الليل بطاقة معينة ثم تبدأ بالانخفاض بداية من منتصف الليل وهذا لتفادي التبذير في الطاقة والحفاظ فقط على الكمية اللازمة من الانارة».
وبخصوص تصنيع الجهاز محليا يقول سوقي «راسلنا العديد من المؤسسات الصناعية المحلية في تصنيع الجهاز، لا سيما وان هذا الجانب حديث بالجزائر، ويصعب اقناع صناعي محلي اعتمد على الاستيراد، بأن يقوم بالتصنيع، خصوصا وان نسبة الادماج ستتجاوز 80 بالمائة»، ولمردودية الاختراع، فتحت الوكالة الوطنية لعقلنة استعمال الطاقة، أبوابها للمخترع سوقي عبد الحليم، من اجل تطوير اختراعاته والتكفل التام بتكاليفها.