أعادت بعض أشغال التهيئة وتعبيد المسالك البلدية وجزء من الطريق الوطني رقم 24 الساحلي المار وسط مركز بلدية رأس جنات شرق بومرداس تلك الصورة المفقودة لسنوات عن وجهة سياحية معروفة وطنيا عانت من التهميش، وتراجع كبير في مختلف مناحي الحياة. ونخص بالذكر هنا التهيئة الحضرية المتعثّرة بهذه المدينة، فما بال قراها التي لا تزال أغلب طرقاتها مهترئة وغير صالحة للاستعمال.
لسنوات ظلّت تلك الصورة تنقلها أعين المسافرين وزوار الولاية خلال موسم الاصطياف المتوجّهين إلى شواطئ المنطقة الشرقية، وهي تختزل جانبا من معاناة سكان بلدية رأس جنات وحالة الفوضى التي عرفها قطاع العمران الممتد داخل الشريط الساحلي على حساب العقار السياحي في غياب تام لدور السلطات المحلية، زادتها قتامة الوضعية المتدهورة للطريق الوطني رقم 24 الذي يعبر وسط المدينة، حيث انتشرت الحفر ومجاري المياه المستعملة، أما في أطرافها الممتدة من المدخل الغربي بمنطقة المحجرة وصولا حتى قرية “اولاد بونوة” في حدود بلدية سيدي داود بالمخرج الشرقي، فإنّ هذا الطريق يعرف لحد الساعة حالة تدهور متقدمة، وانتشار مختلف المطبات أحيانا ممهلات غير قانونية وأخرى لا تستجيب للمعايير ممزوجة بحفر عشوائية ناجمة عن بعض الأشغال الجزئية المتعلقة بربط ومد شبكات المياه مع تآكل جزئي للزفت على الأطراف بسبب مجاري المياه وانعدام الصيانة، وهي الوضعية التي أرهقت أصحاب المركبات وحافلات نقل المسافرين الى درجة لم يعد فيه حديث عن مطلب تجديد هذا الطريق الحيوي، مع انكماش مشروع الازدواجية الذي توقف بمنطقة حاج أحمد بزموري رغم أن المشروع الذي انطلق من الصغيرات ببلدية الثنية كان مجزءا إلى ثلاثة مراحل أساسية كانت بلدية رأس جنات ستستفيد من الجزء الثاني انطلاقا من جسر بلدية لقاطة إلى مدخل بلدية دلس بمنطقة الساحل.
اليوم وعن طريق أشغال بسيطة وغير مكلفة مست تجديد طريق وسط المدينة وبعض المسالك البلدية وأخرى داخل الأحياء، أعاد جزءاً مهما من تلك الصورة المفقودة لهذه المنطقة السياحية بامتياز المعروفة بشواطئها التي تستقطب سنويا آلاف المصطافين، كما أعادت الأمل لسكان البلدية وقراها الجبلية، خاصة وأنها مرتبطة بمصير يومي للمواطنين والتلاميذ متعلق بنقل المسافرين، في انتظار مشاريع تنموية واستثمارية أخرى ومرافق عمومية وشبانية لفائدة شباب البلدية الذي أنهكته البطالة في ظل تقلص فرص العمل في مجال الصيد البحري، إلى درجة تحوّل المنطقة إلى وجهة مفضّلة للحراقة مثلما عاشته في الأيام القليلة الماضية.